- الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: -ayah text-primary">﴿إن ربي غني كريم﴾ [النمل/٤٠]، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال في المحاسن الصغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: -ayah text-primary">﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات/١٣] فإنما كان كذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقي، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكل شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى: -ayah text-primary">﴿فأنبتنا فيها من كل زوج كريم﴾ [لقمان/١٠]، -ayah text-primary">﴿وزروع ومقام كريم﴾ [الدرخان/٢٦]، -ayah text-primary">﴿إنه لقرآن كريم﴾ [الواقعة/٧٧]، -ayah text-primary">﴿وقل لهما قولا كريما﴾ [الإسراء/٢٣]. والإكرام والتكريم: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما، أي: شريفا، قال: -ayah text-primary">﴿هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين﴾ [الذاريات/٢٤]. وقوله: -ayah text-primary">﴿بل عباد مكرمون﴾ [الأنبياء/٢٦] أي: جعلهم كراما، قال: -ayah text-primary">﴿كراما كاتبين﴾ [الانفطار/١١]، وقال: -ayah text-primary">﴿بأيدي سفرة * كرام بررة﴾ [عبس/١٥ - ١٦]، -ayah text-primary">﴿وجعلني من المكرمين﴾ [يس/٢٧]، وقوله: -ayah text-primary">﴿ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن/٢٧] منطو على المعنيين.
كره
- قيل: الكره والكره واحد، نحو: الضعف والضعف، وقيل: الكره: المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره: ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين:
أحدهما: ما يعاف من حيث الطبع.


الصفحة التالية
Icon