[فاطر/٤٥]، ﴿ولا تكسب كل نفس إلا عليها﴾ [الأنعام/١٦٤]، وقوله: ﴿ثم توفى كل نفس ما كسبت﴾ [آل عمران/١٦١] فمتناول لهما.
والاكتساب قد ورد فيهما. قال في الصالحات: ﴿للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن﴾ [النساء/٣٢]، وقوله: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ [البقرة/٢٨٦] فقد قيل خص الكسب ههنا بالصالح، والاكتساب بالسيء، وقيل: عني بالكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، وبالاكتساب ما يتحراه من المكاسب الدنيوية، وقيل: عني بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خير وجلب نفع إلى غيره من حيثما يجوز، وبالاكتساب ما يحصله لنفسه من نفع يجوز تناوله، فنبه على أن ما يفعله الإنسان لغيره من نفع يوصله إليه فله الثواب، وأن ما يحصله لنفسه - وإن كان متناولا من حيثما يجوز على الوجه - فقلما ينفك من أن يكون عليه، إشارة إلى ما قيل: (من أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب) (هذا من كلام عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. انظر: مجمع الأمثال ٢/٢٧٤، والتمثيل والمحاضرة ص ٣٢). وقوله تعالى: ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ [التغابن/١٥]، ونحو ذلك.
كسف
- كسوف الشمس والقمر: استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبه كسوف الوجه والحال، فقيل: كاسف الوجه وكاسف الحال، والكسفة: قطعة من السحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة، وجمعها كسف، قال: ﴿ويجعله كسفا﴾ [الروم/٤٨]، ﴿فأسقط علينا كسفا من السماء﴾ [الشعراء/ ١٨٧]، ﴿أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا﴾ [الإسراء/٩٢]، و ﴿كسفا﴾ (وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب. انظر: الإتحاف ص ٢٨٦) بالسكون. فكسف جمع كسفة، نحو: سدرة وسدر. ﴿وإن يروا كسفا من السماء﴾ [الطور/٤٤]. قال أبو زيد: كسفت الثوب أكسفه كسفا: إذا قطعته قطعا (انظر: تهذيب اللغة ١٠/٧٦)، وقيل: كسفت عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كسحت لا غير.
كسل


الصفحة التالية
Icon