وتقدم ذلك في مادة (برم) ص ١٢١). قال تعالى: ﴿وكنتم منهم تضحكون﴾ [المؤمنون/١١٠]، ﴿إذا هم منها يضحكون﴾ [الزخرف/٤٧]، ﴿تعجبون * وتضحكون﴾ [النجم/٥٩ - ٦٠]، ويستعمل في السرور المجرد نحو: ﴿مسفرة * ضاحكة﴾ [عبس/٣٨ - ٣٩]، ﴿فليضحكوا قليلا﴾ [التوبة/٨٢]، ﴿فتبسم ضاحكا﴾ [النمل/١٩]، قال الشاعر:
*تضحك الضبع لقتلى هذيل **وترى الذئب لها يستهل*
(البيت في اللسان (ضحك)، وهو لتأبط شرا في ديوانه ص ٢٥٠)
واستعمل للتعجب المجرد تارة، ومن هذا المعنى قصد من قال: الضحك يختص بالإنسان، وليس يوجد في غيره من الحيوان، قال: ولهذا المعنى قال تعالى: ﴿وأنه هو أضحك وأبكى﴾ [النجم/٤٣]، ﴿وامرأته قائمة فصحكت﴾ [هود /٧١]، وضحكها كان للتعجب بدلالة قوله: ﴿أتعجبين من أمر الله﴾ [هود /٧٣]، ويدل على ذلك أيضا قوله: ﴿أألد وأنا عجوز﴾ إلى قوله: ﴿عجيب﴾ [هود/٧٢]، وقول من قال: حاضت، فليس ذلك تفسيرا لقوله: ﴿فضحكت﴾ كما تصوره بعض المفسرين (وفي ذلك قال أبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس - ثعلبا - عن قوله: ﴿فضحكت﴾ أي: حاضت، وقال إنه قد جاء في التفسير؟ فقال: ليس في كلام العرب، والتفسير مسلم لأهل التفسير، فقال له فأنت أنشدتنا:
تضحك الضبع لقتلى هذيل * وترى الذئب بها يستهل
فقال أبو العباس: تضحك ههنا: تكشر. انظر اللسان: ضحك)، فقال: ضحكت بمعنى حاضت، وإنما ذكر ذلك تنصيصا لحالها، وأن الله تعالى جعل ذلك أمارة لما بشرت به، فحاضت في الوقت ليعلم أن حملها ليس بمنكر، إذ كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها تحبل، وقول الشاعر في صفة روضة:
*يضاحك الشمس منها كوكب شرق *
* (هذا شطر بيت، وعجزه:
مؤزر بعميم النبت مكتهل
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٤٥؛ وأساس البلاغة ص ٢٦٦) فإنه شبه تلألؤها بالضحك، ولذلك سمي البرق العارض ضاحكا، والحجر يبرق ضاحكا، وسمي البلح حين يتفتق ضحكا، وطريق ضحوك: واضح، وضحك الغدير: تلألأ من امتلائه، وقد أضحكته.
ضحى