والثاني: الضام للذوات، وذلك يضاف، تارة إلى جمع معرف بالألف واللام. نحو قولك: كل القوم، وتارة إلى ضمير ذلك. نحو: ﴿فسجد الملائكة كلهم أجمعون﴾ [الحجر/٣٠]. وقوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾ [التوبة/٣٣]. أو إلى نكرة مفردة نحو: ﴿وكل إنسان ألزمناه﴾ [الإسراء/١٣]، ﴿وهو بكل شيء عليم﴾ [البقرة/٢٩] إلى غيرها من الآيات، وربما عري عن الإضافة، ويقدر ذلك فيه نحو: ﴿وكل في فلك يسبحون﴾ [يس/٤٠]، ﴿وكل أتوه داخرين﴾ [النمل/ ٨٧]، ﴿وكلهم آتيه يوم القيامة فردا﴾ [مريم/٩٥]، ﴿وكلا جعلنا صالحين﴾ [الأنبياء/٧٢]، ﴿وكلا من الصابرين﴾ [الأنبياء/٨٥]، ﴿وكلا ضربنا له الأمثال﴾ [الفرقان/٣٩] إلى غير ذلك في القرآن مما يكثر تعداده. ولم يرد في شيء من القرآن ولا في شيء من كلام الفصحاء الكل بالألف واللام، وإنما ذلك شيء يجري في كلام المتكلمين والفقهاء ومن نحا نحوهم (قال ابن منظور: وكل وبعض معرفتان، ولم يجئ عن العرب بالألف واللام، وهو جائز؛ لأن فيهما معنى الإضافة، أضفت أو لم تضف. اللسان (كلل) ). والكلالة: اسم لما عدا الولد والوالد من الورثة، وقال ابن عباس: هو اسم لمن عدا الولد (انظر: الدر المنثور ٢/٧٥٧)، وروي أن النبي ﷺ سئل عن الكلالة فقال: (من مات وليس له ولد ولا والد) (أخرج عبد بن حميد وأبو داود في المراسيل ص ٢٧٢ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فسأله عن الكلالة؟ فقال: أما سمعت الآية التي أنزلت في الصيف ﴿يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة﴾ فمن لم يترك ولد ولا والدا فورثته كلالة. وأخرجه الحاكم موصولا عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وفيه الحماني، وقال الذهبي: الحماني ضعيف. انظر: المستدرك ٤/٣٣٦؛ والدر المنثور ٢/٧٥٤) فجعله اسما للميت، وكلا القولين صحيح. فإن الكلالة مصدر يجمع الوارث والموروث جميعا، وتسميتها بذلك؛ إما لأن النسب كل عن اللحوق


الصفحة التالية
Icon