الثاني: مذموم، وهو ما يتحراه الإنسان مراءاة، وإياه عني بقوله تعالى: ﴿قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين﴾ [ص/٨٦] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف) (الحديث ذكره الغزالي في الإحياء، وقال النووي: ليس بثابت. وقال العراقي: أخرجه الدارقطني في الأفراد من حديث الزبير بن العوام مرفوعا: (ألا إني بريء من التكلف وصالحو أمتي) وسنده ضعيف. انظر: إحياء علوم الدين ٢/١٨٧؛ وتخريج أحاديث الإحياء ٤/١٥٦٠؛ وكشف الخفاء ١/٢٠٥). وقوله: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾ [البقرة/٢٨٦] أي: ما يعدونه مشقة فهو سعة من المآل. نحو قوله: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم﴾ [الحج/٧٨]، وقوله: ﴿فعسى أن تكرهوا شيئا﴾ الآية [النساء/١٩].
كلم
- الكلم: التأثير المدرك بإحدى الحاستين، فالكلام: مدرك بحاسة السمع، والكلم: بحاسة البصر، وكلمته: جرحته جراحة بان تأثيرها، ولاجتماعهما في ذلك قال الشاعر:
*والكلم الأصيل كأرغب الكلم*
* (هذا عجز بيت لطرفة بن العبد من أبيات له يهدد المسيب بن علس، والبيت بتمامه:
بحسام سيفك أو لسانك وال * كلم والأصيل كأرغب الكلم
وهو في ديوانه ص ٨٧؛ والصناعتين ص ٤٣٩؛ والمعاني الكبير ٢/٨٢٣)
الكلم الأول جمع كلمة، والثاني جراحات، والأرغب: الأوسع، وقال آخر:
*وجرح اللسان كجرح اليد*
* (هذا عجز بيت لامرئ القيس، وشطره:
*ولو عن نثا جاءني غيره*
وهو في ديوانه ص ٥٣؛ ومنثور الفوائد ص ٢٣؛ والخصائص ١/٧؛ والصناعتين ص ٤٣٩)


الصفحة التالية
Icon