فالكلام يقع على الألفاظ المنظومة، وعلى المعاني التي تحتها مجموعة، وعند النحويين يقع على الجزء منه، اسما كان، أو فعلا، أو أداة. وعند كثير من المتكلمين لا يقع إلى على الجملة المركبة المفيدة، وهو أخص من القول؛ فإن القول يقع عندهم على المفردات، والكلمة تقع عندهم على كل واحد من الأنواع الثلاثة، وقد قيل بخلاف ذلك (قال ابن هشام الأنصاري: تطلق الكلمة في الاصطلاح على القول المفرد، والقول هو اللفظ الدال على معنى.
انظر: شرح قطر الندى ص ١١). قال تعالى: ﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم﴾ [الكهف/٥]، وقوله: ﴿فتلقى آدم من ربه كلمات﴾ [البقرة/٣٧] قيل: هي قوله: ﴿ربنا ظلمنا أنفسنا﴾ [الأعراف/٢٣]. وقال الحسن: هي قوله: (ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكني جنتك؟ ألم تسجد لي ملائتك؟ ألم تسبق رحمتك غضبك؟ أرأيت إن تبت أكنت معيدي إلى الجنة؟ قال: نعم) (عن ابن عباس في الآية قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى.
قال: أي رب ألم تنفخ في من روحك؟ قال: بلى. قال: أي رب، ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك؟ قال: نعم. قال: أي رب، أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة. قال: نعم. انظر: الدر المنثور ١/١٤٣). وقيل: هي الأمانة المعروضة على السموات والأرض والجبال في قوله: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال﴾ الآية [الأحزاب/٧٢]، وقوله: ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن﴾ [البقرة/١٢٤] قيل: هي الأشياء التي امتحن الله إبراهيم بها من ذبح ولده، والختان وغيرهما (عن ابن عباس قال: ابتلاه الله بالطهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل مكان الغائط والبول بالماء. انظر: الدر المنثور ١/٢٧٣).


الصفحة التالية
Icon