وقوله لزكريا: ﴿إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله﴾ [آل عمران/٣٩] قيل: هي كلمة التوحيد. وقيل: كتاب الله. وقيل: يعني به عيسى، وتسمية عيسى بكلمة في هذه الآية، وفي قوله: ﴿وكلمته ألقاها إلى مريم﴾ [النساء/١٧١] لكونه موجدا بكن المذكور في قوله: ﴿إن مثل عيسى﴾ [آل عمران/٥٩] وقيل: لاهتداء الناس به كاهتدائهم بكلام الله تعالى، وقيل: سمي به لما خصه الله تعالى به في صغره حيث قال وهو في مهده: ﴿إني عبد الله آتاني الكتاب﴾ الآية [مريم/٣٠]، وقيل: سمي كلمة الله تعالى من حيث إنه صار نبيا كما سمي النبي ﷺ ﴿ذكرا * رسولا﴾ [الطلاق/١٠ - ١١] (الآية: ﴿قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو﴾ ).
وقوله: ﴿وتمت كلمة ربك﴾ الآية [الأنعام/١١٥]. فالكلمة ههنا القضية، فكل قضية تسمى كلمة سواء كان ذلك مقالا أو فعالا، ووصفها بالصدق؛ لأنه يقال: قول صدق، وفعل صدق، وقوله: ﴿وتمت كلمة ربك﴾ [الأنعام/١١٥] إشارة إلى نحو قوله: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ الآية [المائدة/ ٣]، ونبه بذلك أنه لا تنسخ الشريعة بعد هذا، وقيل: إشارة إلى ما قال عليه الصلاة والسلام: (أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له: أجر بما هو كائن إلى يوم القيامة) (عن عبادة بن الصامت قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم، ثم قال له: اكتب. قال: وما أكتب؟ قال: فاكتب ما يكون وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة (أخرجه أحمد في المسند ٥/٣١٧، وفي إسناده ابن لهيعة، والترمذي وقال: حسن غريب (انظر: عارضة الأحوذي ١٢/٢١٧)، والحاكم ٢/٤٥٤ برواية أخرى، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي.


الصفحة التالية
Icon