قال ابن حجر في الفتاوى الحديثية: قد ورد - أي هذا الحديث - بل صح من طرق). وقيل: الكلمة هي القرآن، وتسميته بكلمة كتسميتهم القصيدة كلمة، فذكر أنها تتم وتبقى بحفظ الله تعالى إياها، فعبر عن ذلك بلفظ الماضي تنبيها أن ذلك في حكم الكائن، وإلى هذا المعنى من حفظ القرآن أشار بقوله: ﴿فإن يكفر بها هؤلاء﴾ الآية [الأنعام/٨٩]، وقيل: عنى به ما وعد من الثواب والعقاب، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين﴾ [الزمر/٧١]، وقوله: ﴿وكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا﴾ الآية [يونس/٣٣]، وقيل: عنى بالكلمات الآيات المعجزات التي اقترحوها، فنبه أن ما أرسل من الآيات تام وفيه بلاغ، وقوله: ﴿لا مبدل لكلماته﴾ [الأنعام/١١٥] رد لقولهم: ﴿أئت بقرآن غير هذا﴾ الآية [يونس/١٥]، وقيل: أراد بكلمة ربك: أحكامه التي حكم بها وبين أنه شرع لعباده ما فيه بلاغ، وقوله: ﴿وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا﴾ [الأعراف/١٣٧] وهذه الكلمة فيما قيل هي قوله تعالى: ﴿ونريد أن نمن على الذين﴾ الآية [القصص/٥]، وقوله: ﴿ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما﴾ [طه/١٢٩]، ﴿ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم﴾ [الشورى/١٤] فإشارة إلى ما سبق من حكمه الذي اقتضاه حكمته، وأنه لا تبديل لكلماته، وقوله تعالى: ﴿ويحق الله الحق بكلماته﴾ [يونس/٨٢] أي: بحججه التي جعلها الله تعالى لكم عليكم سلطانا مبينا، أي: حجة قوية. وقوله: ﴿يريدون أن يبدلوا كلام الله﴾ [الفتح/١٥] هو إشارة إلى ما قال: ﴿قل لن تخرجوا معي﴾ الآية [التوبة/٨٣]، وذلك أن الله تعالى جعل قول هؤلاء المنافقين: ﴿ذرونا نتبعكم﴾ [الفتح/١٥] (الآية: ﴿ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله﴾ ) تبديلا لكلام الله تعالى، فنبه أن هؤلاء لا يفعلون وكيف يفعلون - وقد علم الله تعالى منهم أن لا يتأتى ذلك منهم - ؟ وقد سبق بذلك حكمه. ومكالمة الله تعالى العبد على ضربين: أحدهما: في


الصفحة التالية
Icon