الدنيا.
والثاني: في الآخرة.
فما في الدنيا فعلى ما نبه عليه بقوله: ﴿ما كان لبشر أن يكلمه الله﴾ الآية [الشورى/٥١]، وما في الآخرة ثواب للمؤمنين وكرامة لهم تخفى علينا كيفيته، ونبه أنه يحرم ذلك على الكافرين بقوله: ﴿إن الذين يشترون بعهد الله﴾ [آل عمران/٧٧]. وقوله: ﴿يحرفون الكلم عن مواضعه﴾ [النساء/٤٦] جمع الكلمة، وقيل: إنهم كانوا يبدلون الألفاظ ويغيرونها، وقيل: إنه كان من جهة المعنى، وهو حمله علىغير ما قصد به واقتضاه، وهذا أمثل القولين؛ فإن اللفظ إذا تداولته الألسنة واشتهر يصعب تبديله، وقوله: ﴿وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية﴾ [البقرة/١١٨] أي: لولا يكلمنا الله مواجهة، وذلك نحو قوله: ﴿يسألك أهل الكتاب﴾ إلى قوله: ﴿أرنا الله جهرة﴾ [النساء/١٥٣] (الآية: ﴿يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا: أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم﴾ ).
كلا
- كلا: ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض (إي) في الإثبات. قال تعالى: ﴿أفرأيت الذي كفر﴾ إلى قوله: ﴿كلا﴾ [مريم/٧٧ - ٧٩] (الآية: ﴿أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال: لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا﴾ )، وقال تعالى: ﴿لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا﴾ [المؤمنون/١٠٠] إلى غير ذلك من الآيات، وقال: ﴿كلا لما يقض ما أمره﴾ [عبس/٢٣].
كلأ


الصفحة التالية
Icon