وعن سفيان الثوري أنه سئل عن اللحمين؛ أهم الذين يكثرون أكل اللحم؟ فقال: هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس). وألحمه: أطعمه اللحم، وبه شبه المرزوق من الصيد، فقيل: ملحم، وقد يوصف المرزوق من غيره به، وبه شبه ثوب ملحم: إذا تداخل سداه (السدى: خلاف لحمة الثوب، وقيل: أسفله، وقيل: ما مد منه. واحدته: سداة. انظر: اللسان (سدى) ؛ وتهذيب اللغة ١٢/٣٩)، ويسمى ذلك الغزل لحمة تشبيها بلحمة البازي، ومنه قيل: (الولاء لحمة كلحمة النسب) (الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: (الولاء لحمة كلحمة النسب، لاتباع ولا توهب) أخرجه الحاكم في المستدرك ٤/٣٤١؛ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي. وأخرجه البيهقي ١٠/٢٩٤، والشافعي في الأم ٤/٧٧؛ والدرامي في الفرائض ٢/٣٩٨ ولم يرفعه؛ والطبراني في الأوسط ٢/١٨٩. وقال ابن حجر: والمحفوظ في هذا ما أخرجه عبد الرزاق عن الثوري موقوفا عليه: الولاء لحمة كلحمة النسب. انظر: فتح الباري ١٢/٤٤؛ ومجمع الزوائد ٤/٢٣٤؛ ومصنف عبد الرزاق ٩/٤). وشجة متلاحمة: اكتست اللحم، ولحمت اللحم عن العظم: قشرته، ولحمت الشيء، وألحمته، ولاحمت بين الشيئين: لأمتهما تشبيها بالجسم إذا صار بين عظامه لحم يلحم به، واللحام: ما يلحم به الإناء، وألحمت فلانا: قتلته وجعلته لحما للسباع، وألحمت الطائر: أطعمته اللحم، وألحمتك فلانا: أمكنتك من شتمه وثلبه، وذلك كتسمية الاغتياب والوقيعة بأكل اللحم. نحو قوله تعالى: ﴿أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا﴾ [الحجرات/١٢]، وفلان لحيم فعيل كأنه جعل لحما للسباع، والملحمة: المعركة، والجمع الملاحم.
لحن
- اللحن: صرف الكلام عن سننه الجاري عليه؛ إما بإزالة الإعراب؛ أو التصحيف، وهو المذموم، وذلك أكثر استعمالا؛ وإما بإزالته عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة، وإياه قصد الشاعر بقوله:


الصفحة التالية
Icon