يقال: لغيت تلغى. نحو: لقيت تلقى، وقد يسمى كل كلام قبيح لغوا. قال: ﴿لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا﴾ [النبأ/٣٥]، وقال: ﴿وإذا سمعوا اللغوا أعرضوا عنه﴾ [القصص/٥٥]، ﴿لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما﴾ [الواقعة/٢٥]، وقال: ﴿والذين هم عن اللغو معرضون﴾ [المؤمنون/٣]، وقوله: ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان/٧٢]، أي: كنوا عن القبيح لم يصرحوا، وقيل: معناه: إذا صادفوا أهل اللغو لم يخوضوا معهم. ويستعمل اللغو فيما لا يعتد به، ومنه اللغو في الأيمان. أي: ما لا عقد عليه، وذلك ما يجري وصلا للكلام بضرب من العادة. قال: ﴿لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم﴾ [البقرة/٢٢٥] ومن هذا أخذ الشاعر فقال:
*ولست بمأخوذ بلغو تقوله**إذا لم تعمد عاقدات العزائم*
(البيت للفرزدق من قصيدة قالها في قتل قتيبة بن مسلم، وفيها مدح سليمان بن عبد الملك، ومطلعها:
تحن بزوراء المدينة ناقتي * حنين عجول تبتغي البو رائم
وهو في ديوانه ص ٦١١؛ وطبقات فحول الشعراء ١/٣٣٦؛ والأغاني ١٩/١٤)
وقوله: ﴿لا تسمع فيها لاغية﴾ [الغاشية/١١] أي: لغوا، فجعل اسم الفاعل وصفا للكلام نحو: كاذبة، وقيل: لما لا يعتد به في الدية من الإبل: لغوا، وقال الشاعر:
*كما ألغيت في الدية الحوارا*
(البيت لذي الرمة من قصيدة مطلعها:
*نبت عيناك عن طلل بحزوى ** عفته الريح وامتنح القطارا*
وهو في ديوانه ص ٢٧٦؛ وأمالي القالي ٢/١٤٢؛ واللسان (لغا) )
ولغي بكذا. أي: لهج به لهج العصفور بلغاه. أي: بصوته، ومنه قيل للكلام الذي يلهج به فرقة فرقة: لغة.
لفف