وهذا القول الذي نسبه للفراء هو قول أبي عبيد. انظر: الحديث ٤/٢٥٠، واللسان: ليت) : تقديره: لا حين، والتاء زائدة فيه كما زيدت في ثمت وربت. وقال بعض البصريين: معناه ليس، وقال أبو بكر العلاف (هو الحسن بن علي، الضرير النهرواني، الشاعر المشهور، حدث عن أبي عمر الدوري، ونصر الجهضمي، وروى عنه أبو حفص بن شاهين، وغيره، كان ينادم المعتضد بالله. توفي سنة ٣١٨ هجري. انظر: وفيات الأعيان ٢/١٠٧) : أصله ليس، فقلبت الياء ألفا وأبدل من السين تاء، كما قالوا: نات في ناس. وقال بعضهم: أصله لا، وزيد فيه تاء التأنيث تنبيها على الساعة أو المدة (وفي ذلك يقول العلامة محمد حامد الحسني الشنقيطي والد شيخنا رحمه الله:
وأصل لات عندهم (لا) النافية * وزيدت التاء بها، وهل هيه
إذ ذاك تأنيث أو المبالغة * أو لهما معا، وليست سائغة
وزيدها أحسن من زيادة * ما اتصلت بثمت وربت
إذ زيدها في هذه حملا على * ليس، ومن ثم بها ما اتصلا
إن عملت عمل (إن)، أو هيه * كلمتان، وهما (لا) النافية
وتاء تأنيث، ولالتقاء * مع ساكن تحريكنا للتاء
وقال ابن هشام: هذا قول الجمهور. انظر مغني اللبيب ص ٣٣٥)، كأنه قيل: ليست الساعة أو المدة حين مناص.
ليت
- يقال: لاته عن كذا يليته: صرفه عنه، ونقصه حقال له، ليتا. قال تعالى: ﴿لا يلتكم من أعمالكم شيئا﴾ [الحجرات/١٤] أي: لا ينقصكم من أعمالكم، لات وألات بمعنى نقص، وأصله: رد الليت، أي: صفحة العنق. وليت: طمع وتمن. قال تعالى: ﴿ليتني لم أتخذ فلانا خليلا﴾ [الفرقان/٢٨]، ﴿ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا﴾ [النبأ/٤٠]، ﴿يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا﴾ [الفرقان/٢٧]، وقول الشاعر:
*وليلة ذات دجى سريت ** ولم يلتني عن سراها ليست*
(البيت لرؤية بن العجاج، وهو في اللسان (ليت) ؛ والمجمل ٣/٧٩٩)
معناه: لم يصرفني عنه قولي: ليته كان كذا. وأعرب (ليت) ههنا فجعله اسما، كقول الآخر:
*إن ليتا وإن لوا عناء*


الصفحة التالية
Icon