وكل موضع ذكر فيه (تمتعوا) في الدنيا فعلى طريق التهديد، وذلك لما فيه من معنى التوسع، واستمتع: طلب التمتع. ﴿ربنا استمتع بعضنا ببعض﴾ [الأنعام/١٢٨]، ﴿فاستمتعوا بخلاقهم﴾ [التوبة/٦٩]، ﴿فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم﴾ [التوبة/٦٩] (الآية: ﴿فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا﴾ ) وقوله: ﴿ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين﴾ [البقرة/٣٦] تنبيها أن لكل إنسان في الدنيا تمتعا مدة معلومة. وقوله: ﴿قل متاع الدنيا قليل﴾ [النساء/٧٧] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتد به، وعلى ذلك: ﴿فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل﴾ [التوبة/٣٨] أي: في جنب الآخرة، وقال تعالى: ﴿وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع﴾ [الرعد/٢٦] ويقال لما ينتفع به في البيت: متاع. قال: ﴿ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله﴾ [الرعد/١٧]. وكل ما ينتفع به على وجه ما فهو متاع ومتعة، وعلى هذا قوله: ﴿ولما فتحوا متاعهم﴾ [يوسف/٦٥] أي: طعامهم، فسماه متاعا، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان؛ فإن الطعام كان في الوعاء. وقوله تعالى: ﴿وللمطلقات متاع بالمعروف﴾ [البقرة/٢٤١] فالمتاع والمتعة: ما يعطى المطلقة لتنتفع به مدة عدتها. يقال: أمتعتها ومتعتها، والقرآن ورد بالثاني. نحو: ﴿فمتعوهن وسرحوهن﴾ [الأحزاب/٤٩]، وقال: ﴿ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره﴾ [البقرة/٢٣٦]. ومتعة النكاح هي: أن الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومتعة الحج: ضم العمرة إليه. قال تعالى: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي﴾ [البقرة/١٩٦] وشراب ماتع. قيل: أحمر، وإنما هو الذي يمتع بجودته، وليست الحمرة بخاصية للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل ماتع: قوي قيل:
*وميزانه في سورة البر ماتع *
(هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وصدره: