- المسح: إمرار اليد على الشيء، وإزالة الأثر عنه، وقد يستعمل في كل واحد منهما. يقال: مسحت يدي بالمنديل، وقيل للدرهم الأطلس: مسيح، وللمكان الأملس: أمسح، ومسح الأرض: ذرعها، وعبر عن السير بالمسح كما عبر عنه بالذرع، فقيل: مسح البعير المفازة وذرعها، والمسح في تعارف الشرع: إمرار الماء على الأعضاء. يقال: مسحت للصلاة وتمسحت، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿وامسحوا برءوسكم وأرجلكم﴾ [المائدة/٦]. ومسحته بالسيف: كناية عن الضرب، كما يقال: مسست، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿فطفق مسحا بالسوق والأعناق﴾ [ص/٣٣]، وقيل: سمي الدجال مسيحا، لأنه ممسوح أحد شقي وجهه، وهو أنه روي (أنه لا عين له ولا حاجب) (لم أجده في كتب الحديث، وذكره الزمخشري في الفائق ٣/٣٦٦، والسمين في العمدة: مسح)، وقيل: سمي عيسى عليه السلام مسيحا لكونه ماسحا في الأرض، أي: ذاهبا فيها، وذلك أنه كان في زمانه قوم يسمون المشائين والسياحين لسيرهم في الأرض، وقيل: سمي به لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل: سمي بذلك لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن. وقال بعضهم (وهذا قول أبي عبيد، نقله عنه الأزهري في تهذيب اللغة ٤/٣٤٨) : إنما كان مشوحا بالعبرانية، فعرب فقيل المسيح وكذا موسى كان موشى (انظر المنتخب من غريب كلام العرب ٢/٦٠٣). وقال بعضهم: المسيح: هو الذي مسحت إحدى عينيه، وقد روي: (إن الدجال ممسوح اليمنى) (عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه سئل عن الدجال فقال: (ألا إن ربكم ليس بأعور، ألا وإنه أعور، عينه اليمنى كأنها عنبة طافية) أخرجه الترمذي، وقال: حديث صحيح غريب. (انظر: عارضة الأحوذي ٩/٩٦) و (عيسى ممسوح اليسرى) ( [استدراك] وهذا من الأباطيل التي لا تصح؛ فإن الأنبياء من شروطهم سلامة الحواس، وكمال الخلقة، والبعد عن الأمور المنفرة، ولو كان عيسى كذلك لكان مشوها، حاشاه عن ذلك). قال: ويعني بأن الدجال قد مسحت عنه القوة المحمودة من العلم والعقل والحلم والأخلاق الجميلة، وأن عيسى


الصفحة التالية
Icon