و: لابتداء الغاية، وللتبعيض، وللتبيين، وتكون لاستغراق الجنس في النفي والاستفهام. نحو: ﴿فما منكم من أحد﴾ [الحاقة/٤٧]. وللبدل. نحو: خذ هذا من ذلك. أي: بدله، قال تعالى: ﴿ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد﴾ [إبراهيم/٣٧]، (فمن) اقتضى التبعيض، فإنه كان نزل فيه بعض ذريته، وقوله: ﴿من السماء من جبال فيها من برد﴾ [النور/٤٣] قال: تقديره أنه ينزل من السماء جبالا، فمن الأولى ظرف، والثانية في موضع المفعول، والثالثة للتبيين كقولك: عنده جبال من مال. وقيل: يحتمل أن يكون قوله: (من جبال) نصبا على الظرف على أنه ينزل منه، وقوله: ﴿من برد﴾ نصب. أي: ينزل من السماء من جبال فيها بردا، وقيل: يصح أن يكون موضع من في قوله: ﴿من برد﴾ رفعا، و ﴿من جبال﴾ نصبا على أنه مفعول به، كأنه في التقدير: وينزل من السماء جبالا فيها برد، ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء. وقوله تعالى: ﴿فكلوا مما أمسكن عليكم﴾ [المائدة/٤]، قال أبو الحسن: من زائدة (وعبارته: أدخل (من) كما أدخله في قوله: كان من حديث، وقد كان من مطر، وقوله: ﴿ويكفر عنكم من سيئاتكم﴾ و ﴿ينزل من السماء من جبال فيها من برد﴾ وهو فيما فسر: ينزل من السماء جبالا فيها برد. انظر: معاني القرآن لأبي الحسن الأخفش ١/٢٥٤)، والصحيح أن تلك ليست بزائدة؛ لأن بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها.
منع


الصفحة التالية
Icon