وقيل: بل الميت ههنا ليس بإشارة إلى إبانة الروح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كل حال من التحلل والنقص؛ فإن البشر مادام في الدنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
*يموت جزءا فجزءا (لم أجده) *
وقد عبر قوم عن هذا المعنى بالمائت، وفصلوا بين الميت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلل، قال القاضي علي بن عبد العزيز (القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني، كان قاضي بالري، وهو من الفقهاء الشافعية. وصاحب القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يقولون لي: فيك انقباض وإنما * رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
توفي سنة ٣٦٦ ه. انظر: أخباره في وفيات الأعيان ٣/٢٧٨؛ وطبقات الشافعية ٣/٤٥٩؛ ومعجم الأدباء ١٤/١٤) : ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والميت: مخفف عن الميت، وإنما يقال: موت مائت، كقولك: شعر شاعر، وسيل سائل، ويقال: بلد ميت وميت، قال تعالى: ﴿فسقناه إلى بلد ميت﴾ [فاطر/٩]، ﴿بلدة ميتا﴾ [الزخرف/١١] والميتة من الحيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: ﴿حرمت عليكم الميتة﴾ [المائدة/٣]، ﴿إلا أن يكون ميتة﴾ [الأنعام/١٤٥] والموتان بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تحي للزرع، وأرض موات. ووقع في الإبل موتان كثير، وناقة مميتة، ومميت: مات ولدها، وإماتة الخمر: كناية عن طبخها، والمستميت المتعرض للموت، قال الشاعر:
*فأعطيت الجعالى مستميتا*
(هذا شطر بيت لشقيق بن سليك الأسدي، وعجره:
*خفيف الحاذ من فتيان جرم*
وهو في شرح الحماسة للتبريزي ٢/١٤٢؛ وقد تقدم في مادة (جعل) )
والموتة: شبه الجنون، كأنه من موت العلم والعقل، ومنه: رجل موتان القلب، وامرأة موتانة.
موج
- الموج في البحر: ما يعلو من غوارب الماء. قال تعالى: ﴿في موج كالجبال﴾ [هود/٤٢]، ﴿يغشاه موج من فوقه موج﴾ [النور/٤٠] وماج كذا يموج، وتموج تموجا: اضطرب اضطراب الموج. قال تعالى: ﴿وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض﴾ [الكهف/٩٩].
ميد


الصفحة التالية
Icon