الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبر به عن الأشخاص الناطقين (قال الزركشي: وجوز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضا، حكاه الراغب. فإن كان مأخذه قوله تعالى عن فرعون: ﴿وما رب العالمين﴾ فإنما هو سؤال عن الصفة؛ لأن الرب هو المالك، والملك صفة، ولهذا أجابه موسى بالصفات، ويحتمل أن (ما) سؤال عن ماهية الشيء، ولا يمكن ذلك في حق الله تعالى، فأجابه موسى تنبيها على صواب السؤال. راجع: البرهان في علوم القرآن ٤/٤٠٣)، كقوله تعالى: ﴿إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم﴾ [المؤمنون/٦]، ﴿إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء﴾ [العنكبوت/٤٢] وقال الخليل: ما استفهام. أي: أي شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك؛ لأن (ما) هذه لا تدخل إلا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا.
الرابع: الجزاء نحو: ﴿ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له﴾ الآية [فاطر/٢]. ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التعجب نحو: ﴿فما أصبرهم على النار﴾ [البقرة/١٧٥].
وأما الحروف:


الصفحة التالية
Icon