وناجيته. أي: ساررته، وأصله أن تخلو به في نجوة من الأرض. وقيل: أصله من النجاة، وهو أن تعاونه على ما فيه خلاصه. أو أن تنجو بسرك من أن يطلع عليك، وتناجى القوم، قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى﴾ [المجادلة/ ٩]، ﴿إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة﴾ [المجادلة/١٢] والنجوى أصله المصدر، قال: ﴿إنما النجوى من الشيطان﴾ [المجادلة/١٠] وقال: ﴿ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى﴾ [المجادلة/٨]، وقوله: ﴿وأسروا النجوى الذين ظلموا﴾ [الأنبياء/٣] تنبيها أنهم لم يظهروا بوجه، لأن النجوى ربما تظهر بعد. وقال: ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم﴾ [المجادلة/ ٧] وقد يوصف بالنجوى، فيقال: هو نجوى، وهم نجوى. قال تعالى: ﴿وإذ هم نجوى﴾ [الإسراء/٤٧] والنجي: المناجي، ويقال للواحد والجمع. قال تعالى: ﴿وقربناه نجيا﴾ [مريم/٥٢]، وقال: ﴿فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا﴾ [يوسف/٨٠] وانتجيت فلانا: استخلصته لسري، وأنجى فلان: أتى نجوة، وهم في أرض نجاة: أي: في أرض يستنجى من شجرها العصي والقسي. أي: يتخذ ويستخلص، والنجا: عيدان قد قشرت، قال بعضهم: يقال: نجوت فلانا: استنكهته (وقائل هذا هو ابن فارس في المجمل ٣/٨٥٨)، واحتج بقول الشاعر:
*نجوت مجالدا فوجدت منه**كريح الكلب مات حديث عهد*
(البيت للحكم بن عبدل، وهو في المجمل ٣/٨٥٨؛ وشرح المقصورة لابن خالويه ص ٤٣٣؛ واللسان (نجا) )


الصفحة التالية
Icon