تفسير القرطبي ٩/٣٨٦)، وبهذا أجاز الاستثناء بعد مدة، قال عكرمة (عكرمة مولى ابن عباس) : معنى (نسيت) : ارتكبت ذنبا، ومعناه، اذكر الله إذا أردت وقصدت ارتكاب ذنب يكن ذلك دافعا لك، فالنسي أصله ما ينسى كالنقض لما ينقض، وصار في التعارف اسما لما يقل الاعتداد به، ومن هذا تقول العرب: احفظوا أنساءكم (قال ابن منظور: تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أنساءكم، تريد الأشياء الحقيرة التي ليست عندهم ببال، مثل العصا والقدح والشظاظ. أي: اعتبروها لئلا تنسوها في المنزل. اللسان (نسا) ). أي: ما من شأنه أن ينسى، قال الشاعر:
*كأن لها في الأرض نسيا تقصه*
* (الشطر للشنفرى، وعجزه:
*على أمها، وإن تخاطبك تبلت*
وهو في المفضليات ص ١٠٩، واللسان: نسأ، والعباب: نسأ)
وقوله تعالى: ﴿نسيا منسيا﴾ [مريم/٢٣]، أي: جاريا مجرى النسي القليل الاعتداد به وإن لم ينس، ولهذا عقبه بقوله: (منسيا) ؛ لأن النسي قد يقال لما يقل الاعتداد به وإن لم ينس، وقرئ: ﴿نسيا﴾ (وهي قراءة حفص وحمزة. الإتحاف ص ٢٩٨) وهو مصدر موضوع موضع المفعول. نحو: عصى عصيا وعصيانا. وقوله تعالى: ﴿ما ننسخ من آية أو ننسها﴾ [البقرة/١٠٦] فإنساؤها حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية. والنساء والنسوان والنسوة جمع المرأة من غير لفظها، كالقوم في جمع المرء، قال تعالى: ﴿لا يسخر قوم من قوم﴾ إلى قوله: ﴿ولا نساء من نساء﴾ [الحجرات/١١] (الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكون خيرا منهن... ﴾﴿نساؤكم حرث لكم﴾ [البقرة/٢٢٣]، ﴿يا نساء النبي﴾ [الأحزاب/٣٢]، ﴿وقال نسوة في المدينة﴾ [يوسف/٣٠]، ﴿ما بال النسوة اللآتي قطعن أيديهن﴾ [يوسف/٥٠] والنسا: عرق، وتثنيته: نسيان، وجمعه: أنساء.
نسأ


الصفحة التالية
Icon