انظر: تخريج أحاديث الإحياء ٤/١٥٣٧ والزهد للبيهقي ص ١٦٥)، وهو مجاهدة النفس. وروي: (هاجروا ولا تهجروا) (هذا من حديث عمر فإنه قال: (هاجروا ولا تهجروا، واتقوا الأرنب أن يحذفها أحدكم بالعصا، ولكن ليذك لكم الأسل الرماح والنبل). انظر: غريب الحديث ٣/٣١٠؛ والنهاية ٥/٢٤٥) أي: كونوا من المهاجرين، ولا تتشبهوا بهم في القول دون الفعل، والهجر: الكلام القبيح المهجور لقبحه. وفي الحديث: (ولا تقولوا هجرا) (شطر الحديث: عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: (نهيتكم عن لحوم الأضحى بعد ثلاث، فكلوا وتصدقوا وادخروا، ونهيتكم عن الانتباذ، فانتبذوا، وكل مسكر حرام، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولا تقولوا هجرا) أخرجه مالك في الموطأ، باب ادخار لحوم الأضاحي. انظر: شرح الزرقاني ٣/٧٦. وأخرجه الطبراني في الأوسط ٣/٣٤٣) وأهجر فلان: إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد، وهجر المريض: إذا أتى ذلك من غير قصد، وقرئ: ﴿مستكبرين به سارما تهجرون﴾ [المؤمنون/٦٧] (وبها قرأ نافع)، وقد يشبه المبالغ في الهجر بالمهجر، فيقال: أهجر: إذا قصد ذلك، قال الشاعر:
*كما جدة الأعراق قال ابن ضرة**عليها كلاما جار فيه وأهجرا*
(البيت للشماخ من قصيدة مطلعها:
*أتعرف رسما دارسا قد تغيرا**بذروة أقوى بعد ليلى وأقفر*
وهو في ديوانه ص ١٣٥؛ والمجمل ٤/٨٩٩؛ وفصل المقال ص ٢٤)
الشاعر:
ورماه بهاجرات فمه أي: فضائح كلامه، وقوله: فلان هجيراه كذا: إذا أولع بذكره، وهذي به هذيان المريض المهجر، ولا يكاد يستعمل الهجير إلا في العادة الذميمة اللهم إلا أن يستعمله في ضده من لا يراعي مورد هذه الكلمة عن العرب. والهجير والهاجرة: الساعة التي يمتنع فيها من السير كالحر؛ كأنها هجرت الناس وهجرت لذلك، والهجار: حبل يشد به الفحل، فيصير سببا لهجرانه الإبل، وجعل على بناء العقال والزمام، وفحل مهجور، أي: مشدود به، وهجار القوس: وترها، وذلك تشبيه بهجار الفحل.
هجع


الصفحة التالية
Icon