الرابع: الهداية في الآخرة إلى الجنة المعني بقوله: ﴿سيهديهم ويصلح بالهم﴾ [محمد/٥]، ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل﴾ [الأعراف/٤٣] إلى قوله: ﴿الحمد لله الذي هدانا لهذا﴾ (الآية: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار، وقالوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا﴾ ).
وهذه الهدايات الأربع مترتبة؛ فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية بل لا يصح تكليفه، ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة، ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التي قبلها، ومن حصل له الثالث فقد حصل له اللذان قبله (قد نقل ابن القيم هذه الهدايات الأربع في عدة مواضع من كتبه. انظر مثلا: بدائع الفوائد ٢/٣٥ - ٣٧).
ثم ينعكس، فقد تحصل الأولى ولا يحصل له الثاني ولا يحصل الثالث، والإنسان لا يقدر أن يهدي أحدا إلا بالدعاء وتعريف الطرق دون سائر أنواع الهدايات، وإلى الأول أشار بقوله: ﴿وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم﴾ [الشورى/٥٢]، ﴿يهدون بأمرنا﴾ [السجدة/٢٤]، ﴿ولكل قوم هاد﴾ [الرعد/٧] أي: داع، وإلى سائر الهدايات أشار بقوله تعالى: ﴿إنك لا تهدي من أحببت﴾ [القصص/٥٦] وكل هداية ذكر الله عز وجل أنه منع الظالمين والكافرين فهي الهداية الثالثة، وهي التوفيق الذي يختص به المهتدون، والرابعة التي هي الثواب في الآخرة، وإدخال الجنة.


الصفحة التالية
Icon