نحو قوله عز وجل: ﴿كيف يهدي الله قوما﴾ إلى قوله: ﴿والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ (الآية: ﴿كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات من ربهم والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ ) [آل عمران/٨٦] وكفوله: ﴿ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين﴾ [النحل/١٠٧] وكل هداية نفاها الله عن النبي ﷺ وعن البشر، وذكر أنهم غير قادرين عليها فهي ما عدا المختص من الدعاء وتعريف الطريق، وذلك كإعطاء العقل، والتوفيق، وإدخال الجنة، كقوله عز ذكره: ﴿ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [البقرة/٢٧٢]، ﴿ولو شاء الله لجمعهم على الهدى﴾ [الأنعام/٣٥]، ﴿وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم﴾ [النمل/٨١]، ﴿إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل﴾ [النحل/٣٧]، ﴿ومن يضلل الله فما له من هاد﴾ [الزمر/٣٦]، ﴿ومن يهد الله فما له من مضل﴾ [الزمر/ ٣٧]، ﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [القصص/٥٦] وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾ [يونس/٩٩]، وقوله: ﴿من يهد الله فهو المهتد﴾ [الإسراء/٩٧]، أي: طالب: الهدى ومتحريه هو الذي يوفقه ويهديه إلى طريق الجنة لا من ضاده، فيتحرى طريق الضلال والكفر كقوله: ﴿والله لا يهدي القوم الكافرين﴾ [التوبة/ ٣٧]، وفي أخرى ﴿الظالمين﴾ [التوبة/١٠٩]، وقوله: ﴿إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار﴾ [الزمر/٣] الكاذب الكفار: هو الذي لا يقبل هدايته؛ فإن ذلك راجع إلى هذا وإن لم يكن لفظه موضوعا لذلك، ومن لم يقبل هدايته لم يهده، كقولك: من لم يقبل هديتي لم أهد له، ومن لم يقبل عطيتي لم أعطه، ومن رغب عني لم أرغب فيه، وعلى هذا النحو: ﴿والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ [التوبة/١٠٩] وفي أخرى: ﴿الفاسقين﴾ [التوبة/٨٠] وقوله: ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا إن يهدى﴾ [يونس/٣٥]، وقد قرئ: {يهدي إلا أن


الصفحة التالية
Icon