يهدى} (قرأ حمزة والكسائي وخلف يهدي) أي: لا يهدي غيره ولكن يهدي.
أي: لا يعلم شيئا ولا يعرف أي لا هداية له، ولو هدي أيضا لم يهتد؛ لأنها موات من حجارة ونحوها، وظاهر اللفظ أنه إذا هدي اهتدى لإخراج الكلام أنها أمثالكم كما قال تعالى: ﴿إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم﴾ [الأعراف/١٩٤] وإنما هي أموات، وقال في موضع آخر: ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون﴾ [النحل/٧٣]، وقوله عز وجل: ﴿إنا هديناه السبيل﴾ [الإنسان/٣]، ﴿وهديناه النجدين﴾ [البلد/١٠]، ﴿وهديناهما الصراط المستقيم﴾ [الصافات/١١٨] فذلك إشارة إلى ما عرف من طريق الخير والشر (مجاز القرآن ٢/٢٩٩)، وطريق الثواب والعقاب بالعقل والشرع وكذا قوله: ﴿فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة﴾ [الأعراف/٣٠]، ﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾ [القصص/٥٦]، ﴿ومن يؤمن بالله يهد قلبه﴾ [التغابن/١١] فهو إشارة إلى التوفيق الملقى في الروع فيما يتحراه الإنسان وإياه عنى بقوله عز وجل: ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى﴾ [محمد/١٧] وعدي الهداية في مواضع بنفسه، وفي مواضع باللام، وفي مواضع بإلى، قال تعالى: ﴿ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم﴾ [آل عمران/١٠١]، ﴿واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم﴾ [الأنعام/٨٧] وقال: ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع﴾ [يونس/٣٥] وقال: ﴿هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى﴾ [النازعات/١٨ - ١٩].
وما عدي بنفسه نحو: ﴿ولهديناهم صراطا مستقيما﴾ [النساء/٦٨]، ﴿وهديناهما الصراط المستقيم﴾ [الصافات/ ١١٨]، ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ [الفاتحة/٦]، ﴿أتريدون أن تهدوا من أضل الله﴾ [النساء/٨٨]، ﴿ولا ليهديهم طريقا﴾ [النساء/١٦٨]، ﴿أفأنت تهدي العمي﴾ [يونس/٤٣]، ﴿ويهديهم إليه صراطا مستقيما﴾ [النساء/١٧٥].