للهداية إلى الجنة في الآخرة، وقوله عز وجل: ﴿وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله﴾ [البقرة/١٤٣] فإنه يعني به من هداه بالتوفيق المذكور في قوله عزوجل: ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى﴾.
والهدى والهداية في موضوع اللغة واحد لكن قد خص الله عز وجل لفظه الهدى بما تولاه وأعطاه، واختص هو به دون ما هو إلى الإنسان نحو: ﴿هدى للمتقين﴾ [البقرة/٢]، ﴿أولئك على هدى من ربهم﴾ [البقرة/٥]، ﴿هدى للناس﴾ [البقرة/١٨٥]، ﴿فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي﴾ [البقرة/٣٨]، ﴿قل إن هدى الله هو الهدى﴾ [الأنعام/٧١]، ﴿وهدى وموعظة للمتقين﴾ [آل عمران/١٣٨]، ﴿ولو شاء الله لجمعهم على الهدى﴾ [الأنعام/٣٥]، ﴿إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل﴾ [النحل/٣٧]، ﴿أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى﴾ [البقرة/١٦].
والاهتداء يختص بما يتحراه الإنسان على طريق الاختيار؛ وإما في الأمور الدنيوية، أو الأخروية قال تعالى: ﴿هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها﴾ [الأنعام/٩٧]، وقال: ﴿إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا﴾ [النساء/٩٨] ويقال ذلك لطلب الهداية نحو: ﴿وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون﴾ [البقرة/٥٣]، وقال: ﴿فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون﴾ [البقرة/١٥٠]، ﴿فإن أسلموا فقد اهتدوا﴾ [آل عمران/٢٠]، ﴿فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا﴾ [البقرة/١٣٧].