والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا، وذلك المسمى فناء المشار إليه بقوله: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ [القصص/٨٨] ويقال للعذاب والخوف والفقر: الهلاك، وعلى هذا قوله: ﴿وما يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾ [الأنعام/٢٦]، ﴿وكم أهلكنا قبلهم من قرن﴾ [مريم/٧٤]، ﴿وكم من قرية أهلكناها﴾ [الأعراف/٤]، ﴿فكأين من قرية أهلكناها﴾ [الحج/٤٥]، ﴿أفتهلكنا بما فعل المبطلون﴾ [الأعراف/١٧٣]، ﴿أتهلكنا بما فعل السفهاء منا﴾ [الأعراف/ ١٥٥]. وقوله: ﴿فعل يهلك إلا القوم الفاسقون﴾ [الأحقاف/٣٥] هو الهلاك الأكبر الذي دل النبي ﷺ بقوله: (لا شر كشر بعده النار) (لم أجده؛ وقد تقدم ص ٣٠٠)، وقوله تعالى: ﴿ما شهدنا مهلك أهله﴾ [النمل/ ٤٩]. والهلك بالضم: الإهلاك، والتهلكة: ما يؤدي إلى الهلاك، قال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ [البقرة/١٩٥] وامرأة هلوك: كأنها تتهالك في مشيها كما قال الشاعر:
*مريضات أوبات التهادي كأنما**تخاف على أحشائها أن تقطعا*
(البيت لمسلم بن الوليد في الحماسة البصرية ٢/٢٢٠، والحيوان ٤/٢٥٩. البيت نسبه المؤلف في المحاضرات للسعيد، وبعده:
*تسيب انسياب الأيم أخضره الندى ** يرفع من أطرافه ما ترفعا*
انظر: محاضرات الأدباء ٢/١٣٩؛ والحيوان للجاحظ ٤/٢٥٩؛ وعمدة الحفاظ (هلك) ؛ وتفسير الراغب ورقة ١٢٩)
وكني بالهلوك عن الفاجرة لتمايلها، والهالكي: كان حداد من قبيلة هالك، فسمي كل حداد هالكيا، والهلك: الشيء الهالك.
هلم
- هلم دعاء إلى الشيء، وفيه قولان:
أحدهما: أن أصله هالم (وهذا قول الخليل). من قولهم: لممت الشيء. أي: أصلحته، فحذف ألفها فقيل: هلم.


الصفحة التالية
Icon