الثاني: يقال في الذي إذا لم يفعل يستحق به اللوم، وذلك ضربان:
واجب من جهة العقل، كوجوب معرفة الوحدانية، ومعرفة النبوة.
وواجب من جهة الشرع كوجوب العبادات الموظفة. ووجبت الشمس: إذا غابت، كقولهم: سقطت ووقعت، ومنه قوله تعالى: ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾ [الحج /٣٦] ووجب القلب وجيبا. كل ذلك اعتبار بتصور الوقوع فيه، ويقال في كله: أوجب. وعبر بالموجبات عن الكبائر التي أوجب الله عليها النار. وقال بعضهم: الواجب يقال على وجهين:
أحدهما: أن يراد به اللازم الوجوب؛ فإنه لا يصح أن لا يكون موجودا، كقولنا في الله جل جلاله: واجب وجوده.
والثاني: الواجب بمعنى أن حقه أن يوجد. وقول الفقهاء: الواجب: ما إذا لم يفعله يستحق العقاب (انظر: الإبهاج في شرح المنهاج ١/٥١؛ والبرهان للجويني ١/٢١٧؛ وروضة الناظر ص ١٧)، وذلك وصف له بشيء عارض له لا بصفة لازمة له؛ ويجري مجرى من يقول: الإنسان الذي إذا مشى مشى برجلين منتصب القامة.
وجد


الصفحة التالية
Icon