الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيرة؛ إما في الخلقة كقولك: الشمس واحدة؛ وإما في دعوى الفضيلة كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك: نسيج وحده.
الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزي فيه؛ إما لصغره كالهباء؛ وإما لصلابته كالألماس.
الخامس: للمبدإ؛ إما لمبدإ العدد كقولك: واحد اثنان؛ وإما لمبدإ الخط كقولك: النقطة الواحدة. والوحدة في كلها عارضة، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه: هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر (انظر: الأسماء والصفات ص ٢٩؛ والمنهاج في شعب الإيمان ١/١٨٩.
وذكر المؤلف أن الواحد يستعمل على ستة أوجه، ثم ذكر منها خمسة فقط، وكذا نقله عنه الفيروزآبادي في البصائر ٥/١٧٠، ولم يذكر السادس؛ وكذا السمين في العمدة)، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى: ﴿وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة﴾ [الزمر/٤٥]، والوحد المفرد، ويوصف به غير الله تعالى، كقول الشاعر:
*على مستأنس وحد*
(تمام البيت:
*كأن رحلي وقد زال النهار بنا ** يوم الجليل على مستأنس وحد*
وهو للنابغة في ديوانه ص ٣١)
وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى، وقد تقدم فيما مضى (انظر: مادة (أحد) )، ويقال: فلان لا واحد له، كقولك: هو نسيج وحده، وفي الذم يقال: هو عيير وحده، وجحيش وحده، وإذا أريد ذم أقل من ذلك قيل: رجيل وحده.
وحش
- الوحش: خلاف الإنس، وتسمى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا، وجمعه: وحوش. قال تعالى: ﴿وإذا الوحوش حشرت﴾ [التكوير/٥]، والمكان الذي لا أنس فيه: وحش، يقال: لقيته بوحش إصمت (انظر: المجمل ٣/٩١٨؛ والبصائر ٥/١٧٥؛ ومعجم البلدان ١/٢١٢؛ واللسان (وحش) ). أي: ببلد قفر، وبات فلان وحشا: إذا لم يكن في جوفه طعام، وجمعه أوحاش، وأرض موحشة: من الوحش، ويسمى المنسوب إلى المكان الوحش وحشيا، وعبر بالوحشي عن الجانب الذي يضاد الإنسي، والإنسي هو ما يقبل منهما على الإنسان، وعلى هذا وحشي القوس وإنسيه.
وحى


الصفحة التالية
Icon