*فإن تكن موجبة كلية **نقيضها سالبة جزئية*
والتناقض: ثبوت الشيء وسلبه، ففي الكلية: كل إنسان حيوان، بعض الإنسان ليس بحيوان. انظر: إيضاح المبهم من معاني السلم ص ١١). وكثير من المتكلمين وأهل اللغة يجعلون كل ذلك من المتضادات، ويقولون: ما لا يصح اجتماعهما في محل واحد. وقيل: الله تعالى لا ند له ولا ضد؛ لأن الند هو الاشتراك في الجوهر؛ والضد هو أن يعتقب الشيئان المتنافيان على جنس واحد، والله تعالى منزه عن أن يكون جوهرا، فإذا لا ضد له ولا ند، وقوله: ﴿ويكونون عليهم ضدا﴾ [مريم/٨٢]، أي: منافين لهم.
ضر
- الضر: سوء الحال؛ إما في نفسه لقلة العلم والفضل والعفة؛ وإما في بدنه لعدم جارحة ونقص؛ وإما في حالة ظاهرة من قلة مال وجاه، وقوله: ﴿فكشفنا ما به من ضر﴾ [الأنبياء/٨٤]، فهو محتمل لثلاثتها، وقوله: ﴿وإذا مس الإنسان الضر﴾ [يونس/١٢]، وقوله: ﴿فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه﴾ [يونس/١٢]، يقال: ضره ضرا: جلب إليه ضرا، وقوله: ﴿لن يضروكم إلا أذى﴾ [آل عمران/١١١]، ينبههم على قلة ما ينالهم من جهتهم، ويؤمنهم من ضرر يلحقهم نحو: ﴿لا يضركم كيدهم شيئا﴾ [آل عمران/١٢٠]، ﴿وليس بضارهم شيئا﴾ [المجادلة/١٠]، ﴿وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله﴾ [البقرة/١٠٢]، وقال تعالى: ﴿ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم﴾ [البقرة/١٠٢]، وقال: ﴿يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه﴾ [الحج/ ١٢]، وقوله: ﴿يدعو لمن ضره أقرب من نفعه﴾ [الحج/١٣].
فالأول يعنى به الضر والنفع، اللذان بالقصد والإرادة، تنبيها أنه لا يقصد في ذلك ضرا ولا نفعا لكونه جمادا.
وفي الثاني يريد ما يتولد من الاستعانة به ومن عبادته، لا ما يكون منه بقصده، والضراء يقابل بالسراء والنعماء، والضر بالنفع.


الصفحة التالية
Icon