قال تعالى: ﴿ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء﴾ [هود/١٠]، ﴿ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا﴾ [الفرقان/٣]، ورجل ضرير: كناية عن فقد بصره، وضرير الوادي: شاطئه الذي ضره الماء، والضرير: المضار، وقد ضاررته. قال تعالى: ﴿ولا تضاروهن﴾ [الطلاق/٦]، وقال: ﴿ولا يضار كاتب ولا شهيد﴾ [البقرة/٢٨٢]، يجوز أن يكون مسندا إلى الفاعل، كأنه قال: لايضارر [يضار؟؟]، وأن يكون مفعولا، أي: لا يضارر [يضار؟؟]، بأن يشغل عن صنعته ومعاشه باستدعاء شهادته، وقال: ﴿لا تضار والدة بولدها﴾ [البقرة/٢٣٣]، فإذا قرئ بالرفع فلفظه خبر ومعناه أمر، وإذا فتح فأمر
(قرأ: ﴿لا تضار﴾ بالرفع ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وقرأ أبو جعفر بسكونها مخففة والباقون بفتح الراء.
انظر: الإتحاف ص ١٥٨؛ والحجة للفارسي ٢/٣٣٣).
قال تعالى: ﴿ضرارا لتعتدوا﴾ [البقرة/٢٣١]، والضرة أصلها الفعلة التي تضر، وسمي المرأتان تحت رجل واحد كل واحدة منهما ضرة؛ لاعتقادهم أنها تضر بالمرأة الأخرى، ولأجل هذا النظر منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ ما في صحفتها) (الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح، فإنما لها ما قدر لها) أخرجه مالك في الموطأ (انظر: تنوير الحوالك ٣/٩٣ جامع ما جاء في القدر) ؛ والبخاري ١١/٤٣٢ في القدر؛ ومسلم (١٤٠٨) في النكاح) والضراء: التزويج بضرة، ورجل مضر: ذو زوجين فصاعدا. وامرأة مضر: لها ضرة. والاضطرار: حمل الإنسان على ما يضره، وهو في التعارف حمله على أمر يكرهه، وذلك على ضربين:
أحدهما: اضطرار بسبب خارج كمن يضرب، أو يهدد، حتى يفعل منقادا، ويؤخذ قهرا، فيحمل على ذلك كما قال: ﴿ثم أضطره إلى عذاب النار﴾ [البقرة/ ١٢٦]، ﴿ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ﴾ [لقمان/٢٤].