ويقال: ورثت مالا عن زيد، وورثت زيدا: قال تعالى: ﴿وورث سليمان داود﴾ [النمل/١٦]، ﴿وورثه أبواه﴾ [النساء/١١]، ﴿وعلى الوارث مثل ذلك﴾ [البقرة/ ٢٣٣] ويقال: أورثني الميت كذا، وقال: ﴿وإن كان رجل يورث كلالة﴾ [النساء/١٢] وأورثني الله كذا، قال: ﴿وأورثناها بني إسرائيل﴾ [الشعراء/ ٥٩]، ﴿وأورثناها قوما آخرين﴾ [الدخان/٢٨]، ﴿وأورثكم أرضهم﴾ [الأحزاب/ ٢٧]، ﴿وأورثنا القوم﴾ الآية [الأعراف/١٣٧]، وقال: ﴿يا الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها﴾ [النساء/١٩] ويقال لكل من حصل له شيء من غير تعب: قد ورث كذا، ويقال لمن خول شيئا مهنئا: أورث، قال تعالى: ﴿وتلك الجنة التي أورثتموها﴾ [الزخرف/٧٢]، ﴿أولئك هم الوارثون * الذين يرثون﴾ [المؤمنون/١٠ - ١١] وقوله: ﴿ويرث من آل يعقوب﴾ [مريم/٦] فإنه يعني وراثة النبوة والعلم، والفضيلة دون المال، فالمال لا قدر له عند الأنبياء حتى يتنافسوا فيه، بل قلما يقتنون المال ويملكونه، ألا ترى أنه قال عليه الصلاة والسلام: (إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة) (شطر حديث أخرجه البخاري، قال عمر: أتعلمون أن رسول الله ﷺ قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة) ولأحمد: (إنا لا نورث، ما تركنا صدقة) راجع: فتح الباري ٦/١٤٤ فرض الخمس؛ ومسلم (١٧٥٧) ؛ والمسند ١/١٦٤) نصب على الاختصاص، فقد قيل: ما تركناه هو العلم، وهو صدقة تشترك فيها الأمة، وما روي عنه عليه الصلاة والسلام من قوله: (العلماء ورثة الأنبياء) (جزء من حديث وفيه: (وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) أخرجه الترمذي، وقال: وليس هو عندي بمتصل هكذا، وذكر له سندا آخر، وقال: هذا أصح (انظر: عارضة الأحوذي ١٠/١٥٥) ؛ وأبو داوود؛ وأخرجه ابن ماجه ١/٨١.


الصفحة التالية
Icon