يقال: هذا أوسطهم حسبا: إذا كان في واسطة قومه، وأرفعهم محلا، وكالجود الذي هو بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط، فيمدح به نحو السواء والعدل والنصفة، نحو: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾ [البقرة/١٤٣] وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿قال أوسطهم﴾ [القلم/٤٨] وتارة يقال فيما له طرف محمود، وطرف مذموم كالخير والشر، ويكنى به عن الرذل. نحو قولهم: فلان وسط من الرجال تنبيها أنه قد خرج من حد الخير. وقوله: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ [البقرة/ ٢٣٨]، فمن قال: الظهر (وبه قال ابن عمر، فقد أخرج الطبراني في الأوسط بسند رجاله ثقات عن ابن عمر أنه سئل عن الصلاة الوسطى؟ فقال: كنا نتحدث أنها الصلاة التي وجه فيها رسول الله إلى القبلة: الظهر. الدر المنثور ١/٧١٩.
وبه قال زيد بن ثابت كما أخرجه عنه مالك في الموطأ. الزرقاني على الموطأ ١/٢٨٥) فاعتبارا بالنهار، ومن قال: المغرب (روى ذلك ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن عباس وابن جرير عن قبيصة بن ذؤيب. الزرقاني على الموطأ ١/٢٨٦) ؛ فلكونها بين الركعتين وبين الأربع اللتين بني عليهما عدد الركعات، ومن قال: الصبح (أخرج مالك أن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس كانا يقولان: الصلاة الوسطى صلاة الصبح. وقال مالك وقول علي وابن عباس أحب ما سمعت إلي في ذلك. الزرقاني على الموطأ ١/٢٨٥.


الصفحة التالية
Icon