ومما يتضمن الأمرين قول الله عز وجل: ﴿ألا إن وعد الله حق﴾ [يونس/ ٥٥]، فهذا وعد بالقيامة، وجزاء العباد إن خيرا فخير وإن شرا فشر. والموعد والميعاد يكونان مصدرا واسما. قال تعالى: ﴿فاجعل بيننا وبينك موعدا﴾ [طه/٥٨]، ﴿بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا﴾ [الكهف/٤٨]، ﴿موعدكم يوم الزينة﴾ [طه/٥٩]، ﴿بل لهم موعد﴾ [الكهف/٥٨]، ﴿قل لكم ميعاد يوم﴾ [سبأ/٣٠]، ﴿ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد﴾ [الأنفال/٤٢]، ﴿إن وعد الله حق﴾ [لقمان/٣٣] أي: البعث: ﴿إنما توعدون لآت﴾ [الأنعام/١٣٤]، ﴿بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا﴾ [الكهف/٥٨]. ومن المواعدة قوله: ﴿ولكن لا تواعدوهن سرا﴾ [البقرة/٢٣٥]، ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة﴾ [الأعراف/١٤٢]، ﴿وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة﴾ [البقرة/٥١] وأربعين وثلاثين مفعول لا ظرف. أي: انقضاء ثلاثين وأربعين، وعلى هذا قوله: ﴿وواعدناكم جانب الطور الأيمن﴾ [طه/٨٠]، ﴿واليوم الموعود﴾ [البروج/٢] وإشارة إلى القيامة كقوله عز وجل: ﴿ميقات يوم معلوم﴾ [الواقعة/٥٠]. ومن الإيعاد قوله: ﴿ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله﴾ [الأعراف/٨٦]، وقال: ﴿ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد﴾ [إبراهيم/١٤]، ﴿فذكر بالقرآن من يخاف وعيد﴾ [ق/٤٥]، ﴿لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد﴾ [ق/٢٨] ورأيت أرضهم واعدة: إذا رجي خيرها من النبت، ويوم واعد: حر أو برد، ووعيد الفحل: هديره، وقوله عز وجل: ﴿وعد الله الذين آمنوا﴾ إلى قوله: ﴿ليستخلفنهم﴾ [النور/٥٥] (الآية: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض﴾ ) وقوله: ﴿ليستخلفنهم﴾ تفسير لوعد كما أن قوله عز وجل: ﴿للذكر مثل حظ الانثيين﴾ (الآية: ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيي﴾ ) [النساء/١١] تفسير الوصية. وقوله: ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم﴾ [الأنفال/٧] فقوله: ﴿أنها لكم﴾ بدل من قوله: ﴿إحدى الطائفتين﴾، تقديره: وعدكم الله أن إحدى الطائفتين


الصفحة التالية
Icon