أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾ شق ذلك على الناس، فقالوا: يا رسول الله، وأينا لا يظلم نفسه؟! قال: (إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾ إنما هو الشرك). انظر: الدر المنثور ٣/٣٠٨؛ وفتح الباري ٨/٢٩٤ كتاب التفسير، ومسلم برقم ١٢٤، والمسند ١/٤٢٤)، وقوله: ﴿ولم تظلم منه شيئا﴾ [الكهف/٣٣]، أي: لم تنقص، وقوله: ﴿ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا﴾ [الزمر/٤٧]، فإنه يتناول الأنواع الثلاثة من الظلم، فما أحد كان منه ظلم ما في الدنيا إلا ولو حصل له ما في الأرض ومثله معه لكان يفتدي به، وقوله: ﴿هم أظلم وأطغى﴾ [النجم/ ٥٢]، تنبيها أن الظلم لا يغني ولا يجدي ولا يخلص بل يردي بدلالة قوم نوح. وقوله: ﴿وما الله يريد ظلما للعباد﴾ [غافر/٣١]، وفي موضع: ﴿وما أنا بظلام للعبيد﴾ [ق/٢٩]، وتخصيص أحدهما بالإرادة مع لفظ العباد، والآخر بلفظ الظلام للعبيد يختص بما بعد هذا الكتاب (يريد كتاب تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد). والظليم: ذكر النعام، وقيل: إنما سمي بذلك لاعتقادهم أنه مظلوم، للمعنى الذي أشار إليه الشاعر:
*فصرت كالهيق عدا يبتغي **قرنا فلم يرجع بأذنين*
(البيت لبشار بن برد، وقبله:
*طالبتها ديني فراغت به**وعلقت قلبي مع الدين*
وهو في الأغاني ٣/٥١؛ وعيون الأخبار ٣/١٤١؛ وعمدة الحفاظ: ظلم)
والظلم: ماء الأسنان. قال الخليل (انظر: العين ٨/١٦٢) : لقيته أول ذي ظلم، أو ذي ظلمة، أي: أول شيء سد بصرك، قال: ولا يشتق منه فعل، ولقيته أدنى ظلم كذلك.
ظمأ
- الظمء: ما بين الشربتين، والظمأ: العطش الذي يعرض من ذلك. يقال: ظمئ يظمأ فهو ظمآن. قال تعالى: ﴿لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ [طه/١١٩]، وقال: ﴿يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا﴾ [النور/٣٩].
ظن