وللحوز والملك مرة يقال: هذا في يد فلان. أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: ﴿إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح﴾ [البقرة/٢٣٧] وقولهم: وقع في يدي عدل. وللقوة مرة، يقال: لفلان يد على كذا، ومالي بكذا يد، ومالي به يدان. قال الشاعر:
*فاعمد له تعلو فمالك بالذي ** لا تستطيع من الأمور يدان*
(البيت لعلي بن الغدير الغنوي، وهو في المسائل الحلبيات ص ٢٨؛ واللسان (يدي) ؛ وأمالي القالي ٢/١٨١؛ وأضداد الأصمعي ص ٧)
وشبه الدهر فجعل له يد في قولهم: يد الدهر، ويد المسند، وكذلك الريح في قول الشاعر:
*بيد الشمال زمامها*
(البيت بتمامه:
*وغداة ريح قد وزعت وقرة**إذ أصبحت بيد الشمال زمامها*
وهو للبيد من معلقته. انظر: ديوانه ص ١٧٦)
لما له من القوة، ومنه، قيل: أنا يدك، ويقال: وضع يده في كذا: إذا شرع فيه. ويده مطلقة: عبارة عن إيتاء النعيم، ويد مغلولة: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: ﴿وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان﴾ [المائدة/٦٤]، ويقال: نفضت يدي عن كذا. أي: خليت وقوله عز وجل: ﴿إذ أيدتك بروح القدس﴾ [المائدة/١١٠]، أي: قويت يدك، وقوله: ﴿فويل لهم مما كتبت أيديهم﴾ [البقرة/٧٩]، فنسبته إلى أيديهم تنبيه على أنهم اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله عز وجل: ﴿ذلك قولهم بأفواههم﴾ [التوبة/٣٠]، تنبيها على اختلافهم.
وقوله: ﴿أم لهم أيد يبطشون بها﴾ [الأعراف/١٩٥]، وقوله: ﴿أولي الأيدي والأبصار﴾ [ص/٤٥]، إشارة إلى القوة الموجودة لهم.
وقوله: ﴿واذكر عبدنا داود ذا الأيد﴾ [ص/١٧]، أي: القوة.
وقوله: ﴿حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون﴾ [التوبة/٢٩]، أي: يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارتهم.


الصفحة التالية
Icon