وموضع قوله: ﴿عن يد﴾ في الإعراب حال (انظر: البصائر ٥/٣٨٣). وقيل: بل اعتراف بأن أيديكم فوق أيديهم. أي: يلتزمون الذل. وخذ كذا أثر ذي يدين (يقال: افعل هذا أثر ذات يدين، وذي يدين. اللسان (أثر) )، ويقال: فلان يد فلان أي: وليه وناصره، ويقال لأولياء الله: هم أيدي الله، وعلى هذا الوجه قال عز وجل: ﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم﴾ [الفتح/١٠]، فإذا يده عليه الصلاة والسلام يد الله، وإذا كان يده فوق أيديهم فيد الله فوق أيديهم، ويؤيد ذلك ما روي: (لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها (الحديث تقدم في مادة (قرب) ) وقوله تعالى: ﴿مما عملت أيدينا﴾ [يس /٧١]، وقوله: ﴿لما خلقت بيدي﴾ [ص/٧٥]، فعبارة عن توليه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عز وجل.


الصفحة التالية
Icon