وخص لفظ اليد ليتصور لنا المعنى؛ إذ هو أجل الجوارح التي يتولى بها الفعل فيما بيننا ليتصور لنا اختصاص المعنى لا لنتصور منه تشبيها، وقيل معناه: بنعمتي التي رشحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه: خلقته ومعه نعمتاي الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى. وقوله: ﴿يد الله فوق أيديهم﴾ [الفتح/١٠]، أي: نصرته ونعمته وقوته، ويقال: رجل يدي، وامرأة يدية. أي: صناع، وأما قوله تعالى: ﴿ولما سقط في أيديهم﴾ [الأعراف/١٤٩]، أي: ندموا، يقال: سقط في يده وأسقط: عبارة عن المتحسر، أي عمن يقلب كفيه كما قال عز وجل: ﴿فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها﴾ [الكهف/٤٢]، وقوله: ﴿فردوا أيديهم في أفواههم﴾ [إبراهيم/٩]، أي: كفوا عما أمروا بقبوله من الحق، يقال: رد يده في فمه. أي: أمسك ولم يجب (مجاز القرآن ١/٣٣٦)، وقيل: ردوا أيدي الأنبياء في أفواههم. أي: قالوا ضعوا أناملكم على أفواهكم واسكتوا، وقيل: ردوا نعم الله بأفواههم بتكذيبهم.
يسر


الصفحة التالية
Icon