فإذا قيل: أعرض لي كذا. أي: عرضه فأمكن تناوله، وإذا قيل: أعرض عني، فمعناه: ولى مبديا عرضه. قال: ﴿ثم أعرض عنها﴾ [السجدة/٢٢]، ﴿فأعرض عنهم وعظهم﴾ [النساء/٦٣]، ﴿وأعرض عن الجاهلين﴾ [الأعراف/١٩٩]، ﴿ومن أعرض عن ذكري﴾ [طه/ ١٢٤]، ﴿وهم عن آياتها معرضون﴾ [الأنبياء/٣٢]، وربما حذف عنه استغناء عنه نحو: ﴿إذا فريق منهم معرضون﴾ [النور/٤٨]، ﴿ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون﴾ [آل عمران/٢٣]، ﴿فأعرضوا فأرسلنا عليهم﴾ [سبأ/ ١٦]، وقوله: ﴿وجنة عرضها السموات والأرض﴾ [آل عمران/١٣٣]، فقد قيل: هو العرض الذي خلاف الطول، وتصور ذلك على أحد وجوه: إما أن يريد به أن يكون عرضها في النشأة الآخرة كعرض السموات والأرض في النشأة الأولى، وذلك أنه قد قال: ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات﴾ [إبراهيم/٤٨]، ولا يمتنع أن تكون السموات والأرض في النشأة الآخرة أكبر مما هي الآن. وروي أن يهوديا سأل عمر رضي الله عنه عن هذه الآية فقال: فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار (أخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أرأيت قوله: ﴿وجنة عرضها السموات والأرض﴾ فأين النار؟ قال: أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله. قال: فكذلك حيث شاء الله. المستدرك ١/٣٦.


الصفحة التالية
Icon