وقوله: ﴿فإذا أفضتم من عرفات﴾ [البقرة/١٩٨]، فاسم لبقعة مخصوصة، وقيل: سميت بذلك لوقوع المعرفة فيها بين آدم وحواء (وهذا قول الضحاك: انظر: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ١/٣٠٦)، وقيل: بل لتعرف العباد إلى الله تعالى بالعبادات والأدعية. والمعروف: اسم لكل فعل يعرف بالعقل أو الشرع حسنه، والمنكر: ما ينكر بهما. قال: ﴿يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ [آل عمران/١٠٤]، وقال تعالى: ﴿وأمر بالمعروف وانه عن المنكر﴾ [القمان/١٧]، ﴿وقلن قولا معروفا﴾ [الأحزاب/٣٢]، ولهذا قيل للاقتصاد في الجود: معروف؛ لما كان ذلك مستحسنا في العقول وبالشرع. نحو: ﴿ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف﴾ [النساء/٦]، ﴿إلا من أمر بصدقة أو معروف﴾ [النساء/١١٤]، ﴿وللمطلقات متاع بالمعروف﴾ [البقرة/٢٤١]، أي: بالاقتصاد والإحسان، وقوله: ﴿فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف﴾ [الطلاق/٢]، وقوله: ﴿قول معروف ومغفرة خير من صدقة﴾ [البقرة/٢٦٣]، أي: رد بالجميل ودعاء خير من صدقة كذلك، والعرف: المعروف من الإحسان، وقال: ﴿وأمر بالعرف﴾ [الأعراف/١٩٩]. وعرف الفرس والديك معروف، وجاء القطا عرفا. أي: متتابعة. قال تعالى: ﴿والمرسلات عرفا﴾ [المرسلات/١]، والعراف كاكاهن إلا أن العراف يختص بمن يخبر بالأحوال المستقبلة، والكاهن بمن يخبر بالأحوال الماضية، والعريف بمن يعرف الناس ويعرفهم، قال الشاعر:
*بعثوا إلي عريفهم يتوسم*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*أو كلما وردت عكاظ قبيلة*
والبيت لطريف بن تميم العنبري، وهو في اللسان (عرف) ؛ وكتاب سيبويه ٢/٣٧٨؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي ٢/٣٨٩)
وقد عرف فلان عرافة: إذا صار مختصا بذلك، فالعريف: السيد المعروف قال الشاعر:
*بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا **عريفهم بأثافي الشر مرجوم*
(البيت لعلقمة بن عبدة، وهو في ديوانه ص ٦٤؛ والمفضليات ص ٤٠١؛ واللسان (عرف) )


الصفحة التالية
Icon