- وقال الفراء: لا يجوز لك في وجه أن تقول: المعصوم عاصم، ولكن لو جعلت العاصم في تأويل معصوم، كأنك قلت: لا معصوم اليوم من أمر الله لجاز رفع (من)، ولا تنكرن أن يخرج المفعول على فاعل، ألا ترى قوله: -ayah text-primary">﴿من ماء دافق﴾ فمعناه - والله أعلم -: مدفوق. راجع: معاني القرآن ٢/١٥) فليس يعني أن العاصم بمعنى المعصوم، وإنما ذلك تنبيه منه على المعنى المقصود بذلك، وذلك أن العاصم والمعصوم يتلازمان، فأيهما حصل حصل معه الآخر. قال: -ayah text-primary">﴿ما لكم من الله من عاصم﴾ [غافر/٣٣]، والاعتصام: التمسك بالشيء، قال: -ayah text-primary">﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾ [آل عمران /١٠٣]، -ayah text-primary">﴿ومن يعتصم بالله﴾ [آل عمران/١٠١]، واستعصم: استمسك، كأنه طلب ما يعتصم به من ركوب الفاحشة، قال: -ayah text-primary">﴿فاستعصم﴾ [يوسف/٣٢]، أي: تحرى ما يعصمه، وقوله: -ayah text-primary">﴿ولا تمسكوا بعصم الكوافر﴾ [الممتحنة/١٠]، والعصام: ما يعصم به. أي: يشد، وعصمة الأنبياء: حفظه إياهم أولا بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسمية، ثم بالنصرة وبتثبت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتوفيق، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿والله يعصمك من الناس﴾ [المائدة/٦٧]. والعصمة: شبه السوار، والمعصم: موضعها من اليد، وقيل للبياض بالرسغ: عصمة تشبيها بالسوار، وذلك كتسمية البياض بالرجل تحجيلا، وعلى هذا قيل: غراب أعصم.
عصا
- العصا أصله من الواو، لقولهم في تثنيته: عصوان، ويقال في جمعه: عصي. وعصوته: ضربته بالعصا، وعصيت بالسيف. قال تعالى: ﴿وألق عصاك﴾ [النمل/١٠]، ﴿فألقى عصاه﴾ [الأعراف/١٠٧]، ﴿قال هي عصاي﴾ [طه /١٨]، ﴿فألقوا حبالهم وعصيهم﴾ [الشعراء/٤٤]. ويقال: ألقى فلان عصاه: إذا نزل، تصورا بحال من عاد من سفره، قال الشاعر:
*فألقت عصاها واستقرت بها النوى*
(هذا شطر بيت لمعقر بن حمار البارقي، هذا هو الأشهر، وقيل: لغيره، وعجزه:
*كما قر عينا بالإياب المسافر*


الصفحة التالية
Icon