يعني دنونا من عمير ﴿بعض الذي تستعجلون﴾ أي : فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتي بعد الموت، تنبيه : عسى ولعلّ وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها، وإنما يطلقون إظهاراً لوقارهم وإشعاراً بأنّ الرمز منهم كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله ووعيد، ولما كان التقدير فإنّ ربك لا يعجل على هذا العاصي بالانتقام مع تمام قدرته عطف عليه.
﴿وإن ربك﴾ أي : المحسن إليك بالحلم على أمّتك ﴿لذو فضل﴾ أي : تفضل وإنعام ﴿على الناس﴾ أي : كافة ﴿ولكن أكثرهم لا يشكرون﴾ أي : لا يعرفون حق النعمة له ولا يشكرونه بل يستعجلون بجهلهم العذاب، قال ابن عادل : وهذه الآية تبطل قول من قال لا نعمة لله على كافر.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٦
وإن ربك﴾
أي : والحال أنه ﴿ليعلم ما تكنّ﴾ أي : تضمر وتسرّ وتخفي ﴿صدورهم﴾ أي : الناس كلهم فضلاً عن قومك ﴿وما يعلنون﴾ أي : يظهرون من عداوتك وغيرها فيجازيهم على ذلك.
﴿وما من غائبة في السماء والأرض﴾ أي : في أيّ موضع كان منهما، وأفردهما دلالة على إرادة الجنس الشامل لكل فرد تنبيه : في هذه التاء قولان : أحدهما : أنها للمبالغة كراوية وعلاّمة في قولهم ويل للشاعر من راوية السوء، كأنه تعالى قال وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا وقد علمه الله تعالى، والثاني : أنها كالتاء الداخلة على المصادر نحو العاقبة والعافية، قال الزمخشريّ : ونظيرها الذبيحة
١١٩
والنطيحة والرمية في أنها أسماء غير صفات ﴿إلا في كتاب﴾ هو اللوح المحفوظ كتب فيه ذلك قبل إيجاده لأنه لا يكون شيء إلا بعلمه وتقديره ﴿مبين﴾ أي : ظاهر لمن ينظر فيه من الملائكة، ولما تمم تعالى الكلام في إثبات المبدأ والمعاد ذكر بعده ما يتعلق بالنبوّة بقوله تعالى :
﴿إنّ هذا القرآن﴾ أي : الآتي به هذا النبيّ الأميّ الذي لم يعرف قبله علماً ولا خالط عالماً ﴿يقص على بني إسرائيل﴾ أي : الموجودين في زمان نبينا ﷺ ﴿أكثر الذي هم فيه يختلفون﴾ أي : من أمر الدين وإن بالغوا في كتمه كقصة الزاني المحصن في إخفائهم أنّ حدّه الرجم، وقصة عزيز والمسيح، وإخراج النبي ﷺ ذلك مما في توراتهم فصح بحقيقته على لسان من لم يلمّ بعلم قط نبوّته ﷺ لأنّ ذلك لا يكون إلا من عند الله، ثم وصف تعالى فضل هذا القرآن بقوله تعالى :
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٦
وإن ربك} أي : والحال أنه ﴿ليعلم ما تكنّ﴾ أي : تضمر وتسرّ وتخفي ﴿صدورهم﴾ أي : الناس كلهم فضلاً عن قومك ﴿وما يعلنون﴾ أي : يظهرون من عداوتك وغيرها فيجازيهم على ذلك.
﴿وما من غائبة في السماء والأرض﴾ أي : في أيّ موضع كان منهما، وأفردهما دلالة على إرادة الجنس الشامل لكل فرد تنبيه : في هذه التاء قولان : أحدهما : أنها للمبالغة كراوية وعلاّمة في قولهم ويل للشاعر من راوية السوء، كأنه تعالى قال وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا وقد علمه الله تعالى، والثاني : أنها كالتاء الداخلة على المصادر نحو العاقبة والعافية، قال الزمخشريّ : ونظيرها الذبيحة
١١٩
والنطيحة والرمية في أنها أسماء غير صفات ﴿إلا في كتاب﴾ هو اللوح المحفوظ كتب فيه ذلك قبل إيجاده لأنه لا يكون شيء إلا بعلمه وتقديره ﴿مبين﴾ أي : ظاهر لمن ينظر فيه من الملائكة، ولما تمم تعالى الكلام في إثبات المبدأ والمعاد ذكر بعده ما يتعلق بالنبوّة بقوله تعالى :
﴿إنّ هذا القرآن﴾ أي : الآتي به هذا النبيّ الأميّ الذي لم يعرف قبله علماً ولا خالط عالماً ﴿يقص على بني إسرائيل﴾ أي : الموجودين في زمان نبينا ﷺ ﴿أكثر الذي هم فيه يختلفون﴾ أي : من أمر الدين وإن بالغوا في كتمه كقصة الزاني المحصن في إخفائهم أنّ حدّه الرجم، وقصة عزيز والمسيح، وإخراج النبي ﷺ ذلك مما في توراتهم فصح بحقيقته على لسان من لم يلمّ بعلم قط نبوّته ﷺ لأنّ ذلك لا يكون إلا من عند الله، ثم وصف تعالى فضل هذا القرآن بقوله تعالى :
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١١٦
﴿وإنه لهدى﴾ أي : من الضلالة لما فيه من الدلائل على التوحيد والحشر والنشر والنبوّة وشرح صفات الله تعالى ﴿ورحمة﴾ أي : نعمة وإكرام ﴿للمؤمنين﴾ أي : الذين طبعهم على الإيمان فهو صفة لهم راسخة كما أنه للكافرين وقر في آذانهم وعمى في قلوبهم، ولما ذكر تعالى دليل فضله أتبعه دليل عدله بقوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon