سورة الجمعة
مدنية وهي إحدى عشرة آية، ومائةوثمانون كلمة، وسبعمائة وعشرون حرفاً
روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة" وعنه أيضاً قال : قال رسول الله ﷺ "نحن الآخرون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب الأول من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله تعالى لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له" وقال يوم الجمعة :"فاليوم لنا، وغداً لليهود، وبعد غد للنصارى".
﴿بسم الله﴾ الذي أحاط علمه بكل معلوم فتم بيانه ﴿الرحمن﴾ الذي تمت نعمة بيانه فهو العظيم شأنه ﴿الرحيم﴾ الذي خص حزبه بالتوفيق فثبت عندهم حبه وإيمانه
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٩٩
﴿يسبح﴾ أي : يوقع التنزيه الأعظم الأنهى الأكمل ﴿لله﴾ أي : الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿ما في السموات﴾ أي : من جميع الأشياء من الملائكة وغيرها كالأفلاك والنجوم ﴿وما في الأرض﴾ كذلك من الآدميين وغيرهم كالشجر والثمار، وقيل : اللام مزيدة، أي : ينزه
٣٠٠
الله وأتى بما دون من، قال الجلال المحلي : تغليباً للأكثر، ويحتمل أن يكون المراد بالسماء جهة العلو فيشمل السماء وما فيها، وبالأرض جهة السفل فيشمل الأرض وما فيها ﴿الملك﴾ أي : الذي ثبت له جميع الكمالات، فهو ينصر من يشاء من جنده ولو كان ذليلاً فيصبح ظاهراً ﴿القدوس﴾ أي : المنزه عما لا يليق به، وعن إحاطة أحد من الخلق بعلمه وإدراك كنه ذاته فليس في أيدي الخلق إلا التردد في شهود أفعاله والتدبير لمفاهيم نعوته وجلاله وأحقهم بالقرب و العداد في حزبه المتخلق بأوصافه على قدر اجتهاده، فينبغي للمؤمن التنزه عن أن يقول مالا يفعل، أو يبني شيئاً من أموره على غير إحكام ﴿العزيز﴾ أي : الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء ﴿الحكيم﴾ أي : الذي يوقع كل ما أراد في أحكم مواقعه وأتمها وأتقنها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٠٠


الصفحة التالية
Icon