سورة التحريم
مكية
وهي اثنتا عشرة آية، ومائتان وأربعون كلمة وألف وستون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الذي له الكمال كله على الدوام ﴿الرحمن﴾ الذي عم عباده بعظيم الإنعام ﴿الرحيم﴾ الذي أتم على خواصه نعمة الإسلام.
واختلف في سبب نزول قوله تعالى :
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٥٠
﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله﴾ أي الذي لا أمر لأحد معه ﴿لك﴾ فقالت عائشة :"أن النبي ﷺ كان عند زينب بنت جحش، فشرب عندها عسلاً، قالت : فتواطيت أنا وحفصة أنّ آيتنا دخل عليها النبي ﷺ فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له : ذلك، فقال بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزل ﴿لم تحرم ما أحل الله لك﴾ إلى قوله تعالى :﴿إن تتوبا إلى الله﴾ لعائشة وحفصة" وعنها أيضاً قالت : كان رسول الله ﷺ يحب الحلوى والعسل، فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله ﷺ منه شربة، فقلت : أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة، وقلت لها : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك : لا، فقولي : ما هذه الريح، وكان رسول الله ﷺ يشتد عليه أن يوجد منه الريح فإنه سيقول لك : سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له : جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك له وقولي أنت يا صفية ذلك. فلما دخل على سودة قالت سودة : والله الذي لا إله غيره لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت وإنه لعلى الباب فرقاً منك، فلما
٣٥١
دنا رسول الله ﷺ قلت له : يا رسول الله أكلت مغافير، قال : لا، قلت : فما هذه الريح ؟
قال : سقتني حفصة شربة عسل، قالت : جرست نحله العرفط. فلما دخل علي قلت له : مثل ذلك، ثم دخل على صفية فقالت مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت : يا رسول الله ألا أسقيك منه، قال : لا حاجة لي به، قالت : تقول سودة سبحان الله لقد حرمناه منه، قالت : فقلت لها : اسكتي.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣٥١
ففي هذه الرواية أن التي شرب عندها النبي ﷺ حفصة، وفي الأولى زينب. وروى ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه شربه عند سودة، وقيل : إنما هي أم سلمة رواه أسباط عن السدي، وقاله عطاء بن أبي مسلم.


الصفحة التالية
Icon