﴿لا يسمع فيها لاغية﴾ قرأ بالتاء الفوقية نافع مضمومة لاغية بالرفع، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء التحتية مضمومة لاغية بالرفع لقيامها مقام الفاعل، والباقون بالتاء الفوقية مفتوحة لاغية بالنصب فيجوز أن تكون التاء للخطاب، أي : لا تسمع أنت وأن تكون للتأنيث، أي : لا تسمع الوجوه واللغو. وقال ابن عباس : الكذب والبهتان والكفر بالله تعالى. وقال قتادة : لا با طل ولا إثم. وقال الحسن : هو الشتم. وقال الفراء : الحلف الكاذب، والأولى كما قيل : لا يسمع في كلامهم كلمة ذات لغو، وإنما يتكلمون بالحكمة وحمد الله تعالى على ما رزقهم من النعيم الدائم وهذا أحسن الأقوال قاله القفال. وقال الكلبي : لا يسمع في الجنة حالف بيمين لا برّة ولا فاجرة.
الصفة الثالثة : قوله تعالى :﴿فيها﴾، أي : الجنة ﴿عين جارية﴾ قال الزمخشري : يريد عيوناً في غاية الكثرة كقوله تعالى :﴿علمت نفس﴾ (التكوير : ١٤)
وقال القفال : فيها عين شراب جارية على وجه الأرض في غير أخدود، وتجري لهم كما أرادوا.
الصفة الرابعة : قوله تعالى :﴿فيها سرر مرفوعة﴾، أي : عالية في الهواء. قال ابن عباس : ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة في السماء ما لم يجيء أهلها، فإذا أرادوا أن يجلسوا عليها تواضعت ثم ترتفع على مواضعها.
الصفة الخامسة قوله تعالى :﴿وأكواب موضوعة﴾ جمع كوب، وهي الكيزان التي لا عرى لها. قال قتادة : فهي دون الإبريق.
وفي قوله تعالى :﴿موضوعة﴾ وجوه أحدها : أنها معدّة لأهلها كالرجل يلتمس من الرجل شيئاً فيقول هو ههنا موضوع بمعنى معدّ. ثانيها : موضوعة على حافات العين الجارية كلما أرادوا الشرب وجدوها مملوءة من الشراب. ثالثها : موضوعة بين أيديهم لاستحسانهم إياها بسبب كونها من ذهب أو فضة أو من جواهر وتلذذهم بالشرب فيها رابعها : أن يكون المراد موضوعة عن حدّ الكبر، أي : هي أوساط بين الكبر والصغر كقوله ﴿قدّروها تقديراً﴾ (الإنسان : ١٦)
٦٠٤
الصفة السادسة : قوله تعالى :
﴿
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٠٢
ونمارق﴾
وهي الوسائد، واحدها : نمرقة بضم النون والراء وكسرهما لغتان أشهرهما الأولى وهي وسادة صغيرة قالت :
*نحن بنات طارق
** نمشي على النمارق*
﴿مصفوفة﴾ أي : واحدة على جنب واحدة أخرى قال الشاعر :
*كهولاً وشباناً حساناً وجوههم ** لهم سرر مصفوفة ونمارق*
الصفة السابعة : قوله تعالى :﴿وزرابيّ﴾ وهي جمع زربية بفتح الزاي وكسرها لغتان مشهورتان وهي بسط عراض فاخرة. وقال ابن عباس : الطنافس التي لها خمل، أي : وبر رقيق. واختلف في قوله تعالى :﴿مبثوثة﴾ فقال قتادة : مبسوطة. وقال عكرمة : بعضها فوق بعض. وقال الفراء : كثيرة. وقال القتيبي : مفرّقة في المجالس. قال القرطبي : وهذا أصح فهي كثيرة متفرّقة ومنه قوله تعالى :﴿وبث فيها من كل دابة﴾ (البقرة : ١٦٤)
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٠٢
ونمارق} وهي الوسائد، واحدها : نمرقة بضم النون والراء وكسرهما لغتان أشهرهما الأولى وهي وسادة صغيرة قالت :
*نحن بنات طارق
** نمشي على النمارق*
﴿مصفوفة﴾ أي : واحدة على جنب واحدة أخرى قال الشاعر :
*كهولاً وشباناً حساناً وجوههم ** لهم سرر مصفوفة ونمارق*
الصفة السابعة : قوله تعالى :﴿وزرابيّ﴾ وهي جمع زربية بفتح الزاي وكسرها لغتان مشهورتان وهي بسط عراض فاخرة. وقال ابن عباس : الطنافس التي لها خمل، أي : وبر رقيق. واختلف في قوله تعالى :﴿مبثوثة﴾ فقال قتادة : مبسوطة. وقال عكرمة : بعضها فوق بعض. وقال الفراء : كثيرة. وقال القتيبي : مفرّقة في المجالس. قال القرطبي : وهذا أصح فهي كثيرة متفرّقة ومنه قوله تعالى :﴿وبث فيها من كل دابة﴾ (البقرة : ١٦٤)
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦٠٢
ولما ذكر تعالى أمر الدارين تعجب الكفار من ذلك فكذبوه وأنكروه فذكرهم الله تعالى صنعه وقدرته بقوله تعالى :
﴿أفلا ينظرون﴾، أي : المنكرون لقدرته سبحانه وتعالى على الجنة، وما ذكر فيها، والنار وما ذكر فيها، أي : نظر اعتبار. ﴿إلى الإبل﴾ ونبه على أنه عجيب خلقها مما ينبغي أن تتوفر الدعاوي على الاستفهام والسؤال عنه بأداة الاستفهام، فقال تعالى :


الصفحة التالية
Icon