سورة الطور
مكية وهي تسع وأربعون آية وثلاثمائةواثنتا عشرة كلمة وألف وخمسمائة حرف
﴿بسم الله﴾ الملك الأعظم ذي الملك والملكوت ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ خلقه بالرحموت ﴿الرحيم﴾ الحيّ الذي لا يموت.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٠٢
وقوله تعالى :﴿والطور﴾ وما بعده أقسام جوابها ﴿إنّ عذاب ربك لواقع﴾ والواوات التي بعد الأولى عواطف لا حروف قسم كما قاله الخليل.
والطور : هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وهو بمدين أقسم الله تعالى به وقيل : هو الجبل الذي قال الله تعالى ﴿وطور سنين﴾ وقيل هو اسم جنس.
تنبيه : مناسبة هذه السورة لما قبلها من حيث الافتتاح بالقسم وبيان الحشر فيهما.
والمراد بالكتاب في قوله تعالى ﴿وكتاب مسطور﴾ أي : متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة هو كتاب موسى عليه السلام وهو التوراة وقيل : القرآن وقيل : اللوح المحفوظ وقيل : صحائف أعمال الخلق قال تعالى ﴿ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً﴾ (الإسراء : ١٣)
وقوله تعالى :﴿في رق﴾ متعلق بمسطور أي مكتوب في رق والرق : الجلد الرقيق يكتب فيه وقال الراغب : الرق ما يكتب فيه شبه كاغد ا. ه. فهو أعمّ من كونه جلداً وغيره ﴿منشور﴾ أي مبسوط مهيأ للقراءة.
١٠٣
وقوله تعالى :﴿والبيت المعمور﴾ مختلف في مكانه فقيل في السماء العليا تحت العرش وقيل : في السماء الثالثة وقيل في السادسة وعلى كل قول هو بحيال الكعبة يقال له : الضراح حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبدا ووصفه بالعمارة لكثرة الطائفين به من الملائكة وقيل : هو بيت الله الحرام لكونه معموراً بالحجاج والعمار والمجاورين وقيل : اللام في البيت المعمور لتعريف الجنس كأنه تعالى أقسم بالبيوت المعمورة والعمائر المشهورة.
وقوله تعالى :﴿والسقف المرفوع﴾ مختلف فيه أيضاً فالأكثر على أنه السماء كما قال تعالى :﴿وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً﴾ (الأنبياء : ٣٢)
وقيل : المراد به سقف الكعبة وقيل : سقف الجنة وهو العرش ونقل عن ابن عباس.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٠٣
وقوله تعالى :﴿والبحر المسجور﴾ من الأضداد يقال بحر مسجور أي مملوء وبحر مسجور أي فارغ وروى ذو الرمّة الشاعر عن ابن عباس أنه قال : خرجت أمة لتستقي فقالت إنّ الحوض مسجور أي فارغ ويؤيد هذا أن البحار يذهب ماؤها يوم القيامة وقيل : المسجور الممسوك ومنه ساجور الكلب لأنه يمسكه ويحبسه. وقال محمد بن كعب القرظي : يعني بالمسجور الموقد المحمي بمنزلة التنور المسجور وهو قول ابن عباس لما روي أنه تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة ناراً فيزاد بها في نار جهنم كما قال تعالى :﴿وإذا البحار سجرت﴾ (التكوير : ٦)


الصفحة التالية
Icon