وخامسها : التنزيل ﴿وَإِنَّه لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَـالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الامِينُ﴾ (الشعراء : ١٩٢ ـ ١٩٣).
وسادسها : الحديث ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَـابًا﴾ (الزمر : ٢٣) سماه حديثاً ؛ لأن وصوله إليك حديث، ولأنه تعالى شبهه بما يتحدث به، فإن الله خاطب به المكلفين.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨
وسابعها : الموعظة ﴿تُرْجَعُونَ * يَـا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ (يونس : ٥٧) وهو في الحقيقة موعظة لأن القائل هو الله تعالى، والآخذ جبريل، والمستملي محمد صلى الله عليه وسلّم، فكيف لا تقع به الموعظة.
تسميته بالحكم والحكمة :
وثامنها : الحكم، والحكمة، والحكيم، والمحكم، أما الحكم فقوله :﴿وَكَذالِكَ أَنزَلْنَـاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ﴾ (الرعد : ٣٧) وأما الحكمة فقوله :﴿حِكْمَة بَـالِغَةٌ ﴾ (القمر : ٥) ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَـاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ (الأحزاب : ٣٤) وأما الحكيم فقوله :﴿يس * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ﴾ (يس : ١، ٢) وأما المحكم فقوله :﴿كِتَـابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـاتُه ﴾ (هود : ١).
معنى الحكمة :
واختلفوا في معنى الحكمة، فقال الخليل : هو مأخوذ من الأحكام والإلزام/ وقال المؤرخ : هو مأخوذ من حكمة اللجام ؛ لأنها تضبط الدابة، والحكمة تمنع من السفه.
وتاسعها : الشفاء ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الإسراء : ٨٢) وقوله :﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ﴾ وفيه وجهان : أحدهما : أنه شفاء من الأمراض. والثاني : أنه شفاء من مرض الكفر، لأنه تعالى وصف الكفر والشك بالمرض، فقال :﴿فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ (البقرة : ١٠) وبالقرآن يزول كل شك عن القلب، فصح وصفه بأنه شفاء.
كونه هدي وهادياً :
وعاشرها : الهدى، والهادي : أما الهدى فلقوله :﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة : ٢). ﴿هُدًى لِّلنَّاسِ﴾ (آل عمران : ٤، الأنعام : ٩١). ﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس : ٥٧) وأما الهادي ﴿إِنَّ هَـاذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء : ٩) وقالت الجن :﴿قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًَا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ﴾.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨
الحادي عشر : الصراط المستقيم : قال ابن عباس في تفسيره : إنه القرآن، وقال :﴿وَأَنَّ هَـاذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوه ﴾.
والثاني عشر : الحبل :﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ (آل عمران : ١٠٣) في التفسير : إنه القرآن، وإنما سمي به لأن المعتصم به في أمور دينه يتخلص به من عقوبة الآخرة ونكال الدنيا، كما أن المتمسك بالحبل ينجو من الغرق والمهالك، ومن ذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلّم عصمة فقال :"إن هذا القرآن / عصمة لمن اعتصم به" لأنه يعصم الناس من المعاصي.
الثالث عشر : الرحمة ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الإسراء : ٨٨) وأي رحمة فوق التخليص من الجهالات والضلالات.
تسميته بالروح :
الرابع عشر : الروح ﴿وَكَذَالِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾ (الشورى : ٥٢). ﴿يُنَزِّلُ الملائكة بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِه ﴾ (النحل : ٢) وإنما سمي به لأنه سبب لحياة الأرواح، وسمي جبريل بالروح ﴿فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَا رُوحَنَا﴾ (مريم : ١٧) وعيسى بالروح ﴿أَلْقَـاهَآ إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْه ﴾ (النساء : ١٧١).
الخامس عشر : القصص ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (يوسف : ٣) سمي به لأنه يجب اتباعه ﴿وَقَالَتْ لاخْتِه قُصِّيه ﴾ (القصص : ١١) أي اتبعي أثره ؛ أو لأن القرآن يتتبع قصص المتقدمين، ومنه قوله تعلى :﴿إِنَّ هَـاذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ﴾ (آل عمران : ٦٢).
السادس عشر : البيان، والتبيان، والمبين : أما البيان فقوله :﴿هَـاذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ﴾ (آل عمران : ١٣٨) والتبياني فهو قوله :﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـابَ تِبْيَـانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ﴾ (النحل : ٨٩) وأما المبين فقوله :﴿تِلْكَ ءَايَـاتُ الْكِتَـابِ الْمُبِينِ﴾ (يوسف : ١).
السابع عشر : البصائر ﴿هَـاذَا بَصَآاـاِرُ مِن رَّبِّكُمْ﴾ (الأعراف : ٢٠٣) أي هي أدلة يبصر بها الحق تشبيهاً بالبصر الذي يرى طريق الخلاص.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨