الثامن عشر : الفصل ﴿إِنَّه لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ (الطارق : ١٣، ١٤) واختلفوا فيه، فقيل معناه القضاء، لأن الله تعالى يقضي به بين الناس بالحق قيل لأنه يفصل بين الناس يوم القيامة فيهدي قوماً إلى الجنة ويسوق آخرين إلى النار، فمن جعله إمامه في الدنيا قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار.
تسميته بالنجوم :
التاسع عشر : النجوم ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ (الواقعة : ٧٥) ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ (النجم : ١) لأنه نزل نجماً نجماً.
العشرون : المثاني :﴿مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ (الزمر : ٢٣) قيل لأنه ثنى فيه القصص والأخبار.
تسميه القرآن نعمة وبرهانا :
الحادي والعشرون : النعمة :﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى : ١١) قال ابن عباس يعني به القرآن.
الثاني والعشرون : البرهان ﴿قَدْ جَآءَكُم بُرْهَـانٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ (النساء : ١٧٤) وكيف لا يكون برهاناً وقد عجزت الفصحاء عن أن يأتوا بمثله.
الثالث والعشرون : البشير والنذير، وبهذا الاسم وقعت المشاركة بينه وبين الأنبياء قال تعالى في صفة الرسل :﴿مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾ (النساء : ١٦٥، الأنعام : ٤٨) وقال في صفة محمد صلى الله عليه وسلّم :﴿إِنَّآ أَرْسَلْنَـاكَ شَـاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ (الفتح : ٨) وقال في صفة القرآن في حم السجدة ﴿بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ﴾ (فصلت : ٤) يعني مبشراً بالجنة لمن أطاع وبالنار منذراً لمن عصى، ومن ههنا نذكر الأسماء المشتركة بين الله تعالى وبين القرآن.
تسميته قيماً :
الرابع والعشرون : القيم ﴿قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا﴾ (الكهف : ٢) والدين أيضاً قيم ﴿ذَالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ (التوبة : ٣٦) والله سبحانه هو القيوم ﴿اللَّهُ لا إِلَـاهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ﴾ (البقرة : ٢٥٥، آل عمران : ٢) وإنما سمي قيماً لأنه قائم بذاته في البيان والإفادة.
الخامس والعشرون : المهيمن ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَـابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَـابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه ﴾ (المائدة : ٤٨) وهو مأخوذ من الأمين، وإنما وصف به لأنه من تمسك بالقرآن أمن الضرر في / الدنيا والآخرة، والرب المهيمن أنزل الكتاب المهيمن على النبي الأمين لأجل قوم هم أمناء الله تعالى على خلقه كما قال :﴿وَكَذَالِكَ جَعَلْنَـاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة : ١٤٣).
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨
السادس والعشرون : الهادي ﴿إِنَّ هَـاذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء : ٩) وقال :﴿يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ﴾ (الجن : ٢) والله تعالى هو الهادي لأنه جاء في الخبر "النور الهادي".
تسميته نوراً :
السابع والعشرون : النور ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ ﴾ (النور : ٣٥) وفي القرآن ﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَه ا ﴾ (الأعراف : ١٥٧) يعني القرآن وسمي الرسول نوراً ﴿قَدْ جَآءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَـابٌ مُّبِينٌ﴾ (المائدة : ١٥) يعني محمد وسمي دينه نوراً ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِـاُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ (الصف : ٨) وسمي بيانه نوراً ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلاسْلَـامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّه ﴾ (الزمر : ٢٢) وسمي التوراة نوراً ﴿إِنَّآ أَنزَلْنَا التَّوْرَاـاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ﴾ (المائدة : ٤٤) وسمي الإنجيل نوراً ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى ا ءَاثَـارِهِم بِعِيسَى ابْنِ﴾ (المائدة : ٤٦) وسمي الإيمان نوراً ﴿يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ (الحديد : ١٢).
الثامن والعشرون : الحق : ورد في الأسماء "الباعث الشهيد الحق" والقرآن حق ﴿وَإِنَّه لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾ (الحاقة : ٥١) فسماه الله حقاً ؛ لأنه ضد الباطل فيزيل الباطل كما قال :﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَـاطِلِ فَيَدْمَغُه فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ (الأنبياء : ١٨) أي ذاهب زائل.
التاسع والعشرون : العزيز ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الشعراء : ٩، ٦٨) وفي صفة القرآن ﴿وَإِنَّه لَكِتَـابٌ عَزِيزٌ﴾ (فصلت : ٤١) والنبي عزيز ﴿لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ﴾ والأمة عزيزة ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون : ٨) فرب عزيز أنزل كتاباً عزيزاً على نبي عزيز لأمة عزيزة، وللعزيز معنيان : أحدهما : القاهر، والقرآن كذلك ؛ لأنه هو الذي قهر الأعداء وامتنع على من أراد معارضته. والثاني : أن لا يوجد مثله.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٥٨
تسمية القرآن بالكريم :