[ قل اؤنبئكم بخير من ذلكم ] أى قل يا محمد : أاخبركم بخير مما زين للناس
من زهرة الدنيا ونعيمها الزائل ؟ والاستفهام للتقرير
[ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار ] أى للمتقين يوم القيامة جنات فسيحة، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة
[ خالدبن فيها ] اي ماكثين فيها ابد الاباد
[ وازواج مطهرة ] أى منزهة عن الدنس والخبث، الحسي والمعنوي : لا يتغوطن، ولا يتبولن، ولا يحضن، ولا ينفسن، ولا يعتريهن ما يعتري نساء الدنيا
[ ورضوان من الله ] اي ولهم مع ذلك النعيم رضوان من الله وأي رضوان، وقد جاء في الحديث القدسي (احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده أبدا)
[ والله بصير بالعباد ] أى عليم باحوال العباد، يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.. ثم بين تعالى صفات هؤلاء المتقين الذين اكرمهم بالخلود في دار النعيم فقال
[ الذين يقولون ربنا اننا امنا ] اي امنا بك وبكتبك ورسلك
[ فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ] أى اغفر لنا بفضلك ورحمتك ذنوبنا، ونجنا من عذاب النار
[ الصابرين والصادقين والقانتين ] أى الصابرين على الباساء والضراء، والصادقين في ايمانهم وعند اللقاء، والمطيعين لله في الشدة والرخاء
[ والمنفقين ] أى الذين يبذلون اموالهم في وجوه الخير
[ والمستغفرين بالاسحار ] أى وقت السحر قبيل طلوع الفجر، وهذه ساعة استجابة الدعاء، ولهذا خصها بالذكر.
البلاغة :
[ من الله ] فيه ايجاز بالحذف أى من عذاب الله
[ شيئا ] التنكير للتقليل أى لن تنفعهم أي نفع ولو قليلا
[ واولئك هم وقود النار ] الجملة اسمية للدلالة على ثبوت الامر وتحققه
[ كذبوا باياتنا فاخذهم الله ] فيه التفات من الغيبة الى الحاضر، والاصل فاخذناهم
[ لكم اية ] الاصل " اية لكم " وقدم للاعتناء بالمقدم والتشويق الى المؤخر، والتنكير في اية للتفخيم والتهويل أى اية عظيمة ومثله التنكير في [ رضوان من الله ] وقوله تعالى :[ ترونهم ] و[ راي العين ] بينهما جناس الاشتقاق
[ حب الشهوات ] يراد به المشتهيات، عبر بالشهوات مبالغة كانها نفس الشهوات، وتنبيها على خستها لان الشهوة مسترذلة عند الحكماء
[ بخير من ذلكم ] ابهام الخير لتفخيم شانه والتشويق لمعرفته
[ للذين اتقوا عند ربهم ] التعرض لعنوان الربوبية لاظهار مزيد اللطف بهم
[ القناطير المقنطرة ] بينهما من المحسنات البديعية ما يسمى بالجناس الناقص، او جناس الاشتقاق.
فائدة :
الاولى : من هو المزين للشهوات ؟ قيل : هو الشيطان ويدل عليه قوله تعالى [ وزين لهم الشيطان اعمالهم ] وتزيين الشيطان : وسوسته وتحسينه الميل اليها، وقيل : المزين هو الله ويدل عليه [ انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا ] وتزيين الله للابتلاء ليظهر عبد الشهوة من عبد المولى، وهو ظاهر قول عمر :" اللهم لا صبر لنا على ما زينت لنا الا بك ".
الثانية : تخصيص الاسحار بالاستغفار لان الدعاء فيها اقرب الى الاجابة، لان النفس اصفى، والروح اجمع، والعبادة اشق، فكانت اقرب الى القبول، قال ابن كثير : كان عبد الله بن عمر يصلي من الليل ثم يقول يا نافع : هل جاء السحر ؟ فاذا قال نعم اقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح.
قال الله تعالى :[ شهد الله انه لا اله الا هو.. الى.. ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ] من اية (١٨ ) الن نهاية اية (٢٥)
المناسبه :


الصفحة التالية
Icon