[ ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ] أى وما كان له ان يأمركم بعبادة غير الله - ملائكة او انبياء - لان مهمة الرسل الدعوة الى الله واخلاص العبادة له
[ ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون ] أى ايامركم نبيكم بالكفر وجحود وحدانية الله، بعد ان اسلمتم ودخلتم في دين الله ؟ والاستفهام انكاري تعجبي، أى لا يتصور هذا اصلا.
البلاغة :
١ - [ ذلك بأنهم قالوا ] الاشارة بالبعيد للايذان بكمال غلوهم فى الشر والفساد.
٢ - [ ليس علينا في الاميبن سبيل ] فيه ايجاز بالحذف أى ليس علينا في أكل اموال الاميين سبيل.
٣ - [ يشترون بعهد الله ] فيه استعارة فقد استعار لفظ الشراء للاستبدال.
٤ - [ ولا يكلمهم الله ] بيان عن شدة غضبه وسخطه تعالى عليهم وكذلك في الاتي بعدها.
٥ - [ ولا ينظر اليهم ] قال الزمخشري : مجاز عن الاستهانة بهم والسخط عليهم لان من اعتد بأنسان التفت اليه وأعاره نظر عينيه.
٦ - بين لفظ [ اتقى ] و[ المتقين ] جناس الاشتقاق وبين لفظ [ الكفر ] و[ مسلمون ] طباق.
فائدة :
روي ان رجلا قال لابن عباس :" انا نصيب في الغزو من اموال اهل الذمة الدجاجة والشاة، قال ابن عباس : فماذا تقولون ؟ قالوا : نقول ليس علينا بذلك بأس، قال : هذا كما قال اهل الكتاب [ ليس علينا في الاميين سبيل ] انهم اذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم الا بطيب انفسهم ".
قال تعالى :

[ وأذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة... الى وما لهم من ناصرين ] من اية ( ٨١) الى نهاية اية ( ٩٠)
المناسبة :
لما ذكر تعالى خيانة اهل الكتاب بتحريفهم كلام الله عن مواضعه، وتغييرهم اوصاف رسول الله (ص) الموجودة في كتبهم حتى لا يؤمنوا به، ذكر تعالى هنا ما تقوم به الحجة عليهم، وهو ان الله قد اخذ الميثاق على انبيائهم ان يؤمنوا بمحمد (ص) ان ادركوا حياته، وان يكونوا من اتباعه وانصاره، فاذا كان الانبياء قد اخذ عليهم العهد ان يؤمنوا به ويبشروا بمبعثه فكيف يصح من اتباعهم التكذيب برسالته ؟ ثم ذكر تعالى ان الايمان بجميع الرسل شرط لصحة الايمان، وبين ان الاسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه.
اللغه :
[ ميثاق ] الميثاق : العهد المؤكد بيمين ونحوه وقد تقدم
[ اصري ] عهدي واصله في اللغة الثقل قال الزمخشري : وسمي اصرا لانه مما يؤصر أى يشد ويعقد
[ الفاسقون ] الخارجون عن طاعة الله
[ طوعا ] انقيادا عن رغبة
[ كرها ] اجبارا وهو كاره
[ الاسباط ] جمع سبط وهو ابن الابن والمراد به هنا قبائل بني اسرائيل من اولاد يعقوب
[ ينظرون ] يمهلون يقال : انظره يعني امهله والنظرة الامهال
[ الخاسرون ] الخسران : انتقاص رأس المال يقال : خسر فلان أى أضاع من رأس ماله
[ الضالون ] التائهون في مهامه الكفر.
سبب النزول :
عن ابن عباس قال : ارتد رجل من الانصار عن الاسلام، ولحق بالشرك ثم ندم، فأرسل الى قومه : سلوا لي رسول الله (ص) هل لي من توبة فاني قد ندمت ؟ فنزلت الاية [ كيف يهدي الله قوما كفروا... الى قوله... الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم ] فكتب بها قومه اليه فرجع فأسلم.
التفسير :
[ واذ اخذ الله ميثاق النبيين ] أى اذكروا يا اهل الكتاب حين اخذ الله العهد المؤكد على النبيين
[ لما اتيتكم من كتاب وحكمة ] أى لمن أجل ما اتيتكم من الكتاب والحكمة، قال الطبري : المعنى لمهما اتيتكم ايها النبيون من كتاب وحكمة
[ ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم ] أى ثم جاءكم رسول من عندي بكتاب مصدق لما بين ايديكم، وهو (محمد) (ص)


الصفحة التالية
Icon