[ لتؤمنن به ولتنصرنه ] أى لتصدقنه ولتنصرنه، قال ابن عباس : ما بعث الله نبيا من الانبياء الا اخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمدا وهو حي، ليؤمنن به ولينصرنه، وامره ان ياخذ الميثاق على امته
[ قال أأقررتم واخذتم على ذلكم اصري ] اي " أأقررتم واعترفتم بهذا الميثاق واخذتم عليه عهدي ؟
[ قالوا اقررنا ] أى اعترفنا
[ قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ] أى اشهدوا على انفسكم وأتباعكم، وأنا من الشاهدين عليكم وعليهم
[ فمن تولى بعد ذلك ] أى اعرض ونكث عهده
[ فاولئك هم الفاسقون ] أى هم الخارجون عن طاعة الله
[ افغير دين الله يبغون ] الهمزة للانكار التوبيخي أى ايبتغى اهل الكتاب دينا غير الاسلام، الذي ارسل الله به رسله ؟
[ وله اسلم من في السموات والارض ] أى ولله استسلم وانقاد وخضع اهل السموات والارض
[ طوعا وكرها ] أى طائعين ومكرهين قال قتادة : المؤمن اسلم طائعا، والكافر اسلم كارها حين لا ينفعه ذلك، قال ابن كثير : فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله طوعا، والكافر مستسلم لله كرها، فأنه تحت التسخير والقهر، والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع
[ واليه يرجعون ] أى يوم المعاد فيجازي كلا بعمله
[ قل امنا بالله وما انزل علينا ] أى قل يا محمد انت وأمتك امنا بالله وبالقران المنزل علينا
[ وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط ] أى وامنا بما انزل على هؤلاء من الصحف والوحي، والاسباط هم بطون بني اسرائيل المتشعبة من اولاد يعقوب
[ وما اوتى موسى وعيسى ] أى من التوراة والانجيل
[ والنبيون من ربهم ] أى وما انزل على الانبياء جميعهم
[ لا نفرق بين احد منهم ] أى لا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض كما فعل اليهود والنصارى، بل نؤمن بالكل
[ ونحن له مسلمون ] اي مخلصون في العبادة مقرون له بالالوهية والربوبية، لا نشرك معه احدا ابدا.. ثم اخبر تعالى بأن كل دين
غير الاسلام باطل ومرفوض فقال
[ ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ] أى من يطلب شريعة غير شريعة الاسلام، بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ليدين بها فلن يتقبل الله منه
[ وهو في الاخرة من الخاسرين ] أى مصيره الى النار مخلدا فيها
[ كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم ] استفهام للتعجيب والتعظيم من كفرهم، أى كيف يستحق الهداية قوم كفروا بعد ايمانهم ؟
[ وشهدوا ان الرسول حق ] اي بعد ان جاءتهم الشواهد ووضح لهم الحق أن محمدا رسول الله
[ وجاءهم البينات ] أى جاءتهم المعجزات والحجج البينات على صدق النبي
[ والله لا يهدي القوم الظالمين ] أى لا يوفقهم لطريق السعادة، قال الحسن : هم اليهود والنصارى رأوا صفة محمد (ص) في كتابهم، وشهدوا انه حق، فلما بعث من غيرهم، حسدوا العرب فكفروا بعد ايمانهم
[ اولئك جزاوهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ] أى جزاؤهم على كفرهم اللعنة من الله والملائكة والخلق اجمعين
[ خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ] أى ماكثين في النار ابد الابدين، لا يفتر عنهم العذاب ولا هم يمهلون
[ الا الذبن تابوا من بعد ذلك واصلحوا ] أى الا من تاب واناب واصلح ما افسد من عمله
[ فان الله غفور رحيم ] أى متفضل عليه بالرحمة والغفران
[ ان الذين كفروا بعد أيمانهم ثم ازدادوا كفرا ] نزلت في اليهود كفروا بعيسى بعد ايمانهم بموسى، ثم ازدادوا كفرا حيث كفروا بمحمد والقران
[ لن تقبل توبتهم ] أى لا تقبل منهم توبة ما اقاموا على الكفر
[ واولئك هم الضالون ] أى الخارجون عن منهج الحق الى طريق الغي.. ثم اخبر تعالى عمن كفر ومات على الكفر فقال
[ ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار ] أى كفروا ثم ماتوا على الكفر ولم يتوبوا، وهو عام في جميع الكفار