[ فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به ] أى لن يقبل من احدهم فدية ولو افتدى بملء الارض ذهبا
[ اولئك لهم عذاب اليم ] أى مؤلم موجع
[ وما لهم من ناصرين ] أى ليس لهم احد ينقذهم من عذاب الله، ولا يجيرهم من أليم عقابه !
البلاغة :
١- الالتفات [ لما اتبتكم ] فيه التفات من الغيبة الى الحاضر لأن قبله [ ميثاق النبيين ].
٢ - بين لفظ [ اشهدوا ] و[ الشاهدين ] جناس الاشتقاق وكذلك بين لفظ [ كفروا ] و[ كفرا ] وهو من المحسنات البديعية.
٣ - الطباق بين [ طوعا ] و[ كرها ] وكذلك بوجد الطباق بين لفظ الكفر والايمان.
٤ - [ واولئك هم الضالون ] قصر صفة على موصوف ومثله [ فاولئك هم الفاسقون ].
٥ - [ وما أوتي موسى وعيسى والنبيون ] هو من باب عطف العام على الخاص، لتعميم الحكم وبيان وحدة المرسلين.
٦ - [ ولهم عذاب اليم ] أى مؤلم والعدول الى صيغة " فعيل " للمبالغة.
فائدة :
الايات الكريمة قسمت الكفار الى ثلاثة اقسام :
ا - قسم تاب توبة صادقة فنفعته، واليهم الاشارة بقوله [ الا الذين تابوا من بعد ذلك ].
٢ - وقسم تاب توبة فاسدة فلم تنفعه، واليهم الاشارة بقوله [ كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا ].
٣ - وقسم لم يتب أصلا ومات على الكفر، واليهم الاشارة بقوله [ ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا.. ].
تنبيه :
روى الشيخان عن انس بن مالك ان النبي (ص) قال :" يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة : ارأيت لو كان لك ملء الارض ذهبا اكنت مفتديا به ؟ قال : فيقول : نعم، فيقول الله : قد اردت منك ما هو اهون من ذلك، قد اخذت عليك في ظهر ابيك ادم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت الا ان تشرك ".
قال الله تعالى :[ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون.. الى.. اياته لعلكم تهتدون ] من اية (٩٢) !لى نهاية اية (١٠٣)
المناسبة :
لما ذكر تعالى حال الكفار ومآلهم في الاخرة، وبين ان الكافر لو اراد أن يفتدى نفسه بملء الارض ذهبا ما نفعه ذلك، ذكر هنا - استطراد - ما ينفع المؤمن لنيل رضى الله والفوز بالجنة، ثم عاد الكلام لدفع الشبهات التي اوردها اهل الكتاب حول (النبوة والرسالة)، ثم جاء بعده التحذير من مكائدهم ودسائسهم التي يدبرونها للاسلام والمسلمين.
اللغة :
[ البر ] كلمة جامعة لوجوه الخير والمراد بها هنا الجنة
[ حلا ] حلالا وهو مصدر يستوي فيه الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث
[ اسرائيل ] هو يعقوب عليه السلام
[ بكة ] اسم لمكة فتسمى " بكة " و " مكة " سميت بذلك لانها تبك أى تدق اعناق الجبابرة فلم يقصدها جبار بسوء الا قصمه الله
[ مباركا ] البركة : الزيادة وكثرة الخير
[ مقام ابراهبم ] محل قيام ابراهيم وهو الحجر الذي قام عليه لما ارتفع بناء البيت
[ عوجا ] العوج : الميل، قال ابو عبيدة : بالكسر، في الدين والكلام والعمل، وبالفتح عوج، في الحائط والجذع
[ يعتصم ] يتمسك ويلتجىء وأصله المنع، قال القرطبي : وكل متمسك بشيء معتصم، وكل مانع شيئا فهو عاصم [ قال لا عاصم اليوم من امر الله ]
[ شفا ] الشفا : حرف كل شيء وحده، ومثله الشفير، وشفا الحفرة : حرفها قال تعالى [ على شفا جرف هار ].
سبب النزول :